"لا طاعة لمخلوق في
معصية الخالق" وكما يبدو لي لا يمكن أن تنالَ رضا الخالق لو ظلمتَ المخلوق لأن ﺍﻟﻠﻪ عز وجَل ﻳﺴﺎﻣﺢ ﻓﻲ ﺣﻘﻪ ﻭﻻ ﻳﺴﺎﻣﺢ ﻓﻲ ﺣﻖ ﺍﻟﺨﻠﻖ.
ماذا يفعل جُل المسلمين اليوم ؟
إن اللذين يتسابقون في القيام
بالفرائض الدينية الثلاث (صلاة وصوم وحج أما الزكاة فيتغافلون عن إيتائها)
ويتقربون من الله الجبّار الرحيم الغفّار طمعا في جنته وفي نفس الوقت يتقاعسون في
أداء واجباتهم نحو المجتمع (عدل، أمن، ضرائب، ضمير مهني، عدم الغش والارتشاء
والاحتكار والزيادة في الأسعار، إلخ) ويهضمون حقوق الفرد الضعيف غير الصبور وغير
الغفور طمعا في الكسب الحرام، لن ينالوا جنة الأول ولا رِضا الثاني لكن لو أنصفوا
الثاني لَرضي عليهم الأول وفازوا بالدارَين.
-
جُل المسلمين يَصَلّون ولم تنههم صلاتهم عن الفحشاء
والمنكر. فهل ستكون صلاتهم جواز سفر لجنة خالق البشر ؟ لو أثبتوا أنني قلتُ ما ليس
فيهم أكون لهم معتذِرا.
-
جُل المسلمين يصومون ولا يحسّون بالفقر ولا يحسنون
للفقير ويتكاسلون في أعمالهم ويطففون في ميزانهم ويجهرون بالسوء في معاملاتهم. هل
سيقبل الله صيامهم ؟ لو كذّبوا كلامي أكون لهم مَمنونًا.
-
جُل الحُجّاج المسلمين يحجّون ويرجعون كما ذهبوا. هل سيكون ذنبهم مغفورا وحجّهم مقبولا ؟ لو رجعوا إلينا تائبون متقون أكون بهم
مُباهِيًا.
-
بعض المسلمين اللذين لا يظلمون ولا يسرقون
ولا يرشون ولا يرتشون ومن الضرائب لا يتهربون وإلى الفقراء ينحازون لكنهم لا يصلون
ولا يصومون ولا يحجون وفي رحمة ربهم ينتظرون وفي غفرانه يطمعون. هل سيقبل الله إسلامهم ؟ تلك هي المعضلة (that is the question) ! لو كانوا فعلا كذلك فلماذا
نكفِّرهم إذن ؟
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire