lundi 13 mai 2024

الإرهابُ الذي يقوم به مسلمون ويُنسَبُ خطأ للإسلام – جزء 2

 

محاضرةً حول التطرف الإسلامي العنيف. تقديم عالِم السياسة أوليفيي رْوَا. ترجمة مواطن العالَم

العنوان:

Conférence-débat avec Olivier Roy “Comprendre l`extrémisme violent” Culture, politique et globalisation

الجهة المنظمة:

 Middle East Directions & Nations Unies Tunisie
المكان والزمان: دار الثقافة ابن رشيق، الاثنين 27 مارس 2017، من الساعة 10:20 إلى 12 (المحاضرة دامت 50د بالضبط).

الحضور: 80 مشاركًا، تونسيون وأجانب جلهم شباب، نساء ورجال، صحفيون ومثقفون.

 سبب ذهابي: سمعتُ عن المحاضر أنه يدافع عن وجهة نظر حول التطرف الإسلامي العنيف، وجهة نظر مغايرة لِـوجهة نظر فرانسوا بورڤا الذي دافعتُ عن فكرته أخيرًا في محاضرتي الأخيرة بحمام الشط وهذا رابطها https://www.youtube.com/watch?v=1P4wsebwoqA

إليكم تلخيص لأهم ما ورد في محاضرة الباحث "رْوَا" من أفكار:

 أبدأ بخلافه مع "بورڤا": "بورڤا" يرى أنه ما دام للتطرف الإسلامي أسباب سياسية ليست دينية فإعادة تأهيل المتطرفين تكون من نفس جنس الأسباب أي سياسية وليست دينية أيضًا. يتفق "رْوَا" مع "بورڤا" في الحل الذي يتمثل في إعادة التأهيل السياسي ومعاملة الجهاديين العائدين وخاصة غير الإرهابيين منهم، معاملتهم كمجاهدين مسلمين وليس كمرضَى أو إرهابيين. يختلف معه في أسباب التطرف العنيف: قبل التسعينيات، مارس المجاهدون العرب الجهاد ضد المستعمِر في أفغانستان ولم يمارسوا الإرهاب خارج أفغانستان. وُلِد الجهاد الإرهابي بعد التسعينيات مع "القاعدة" وبن لادن وتطور مع داعش سنة 2014. يتفق "رْوَا" و"بورڤا" مع باحثَين أمريكيين يقولان بأن الدول الفرنكوفونية اللائكية (فرنسا، بلجيكا، كوزوفو وتونس) أنتجت أكبر عدد من الإرهابيين الإسلاميين بسبب اللائكية الفرنسية التي أخرجت الدين الإسلامي من الفضاء العمومي في هذه الدول الأربع.

يرى "رْواى" أن:

 - الإرهابيين الإسلاميين في العالَم الغربي كلهم سلفيون جهاديون، أما السلفيون الجهاديون في العالَم الإسلامي فليسوا كلهم إرهابيين.

-  للتطرف الإسلامي العنيف أسباب روحانية وليست سياسية وليست دينية وليست صوفية (Des causes mystiques spirituelles non politiques, non théologiques et non soufies) .والدليل أن الإرهابي عادة ما يمر مباشرة لـ"الانتحار الحلال" قبل أن يقرأ القرآن أو يتعمق فيه وذلك لأنه يعشق الموت التي تقرّبه من لقاء ربه في الجنة دون المرور بكثرة الصلاة وتعدد الصيام وطول قيام الليل. الإرهابي الإسلامي لا يخطط لنجاته بعد تنفيذ العملية ولا يملك مخططا احتياطيا بديلا (Plan B) ويُمسرِح عنفه واستشهاده مثل ما يفعل مهرّبو المخدرات في أمريكا اللاتينية، فوقْعُ فعلِه إذن غير مُجدِي سياسيا وعسكريا وينحصر تأثيره في الرعب الصادم المشهدي والفرجوي الدعائي، مما جلب إعجاب المافيا الإيطالية بشجاعة منفذي العمليات الإرهابية الإسلامية. رُبع الإرهابيين الإسلاميين البلجيكيين اعتنقوا الإسلام حديثا ونصفهم اعتنق الفكر الجهادي في السجون ولذلك نجد جلهم يفتقر إلى نضوج ديني وثقافة إسلامية. كان الإرهابيان البلجيكيان الأخوان عبد السلام يديران حانة بالفعل وليس للتمويه ولكن قبل ثلاثة أسابيع من تنفيذ عمليتهما، وضعا العَلم الأسود شعارا على صفحتيهما الفيسبوكيتين. جل الإرهابيين الإسلاميين المقيمين في فرنسا وبلجيكا ينحدرون من الجيل الثاني  (deuxième génération) ولم يرثوا ثقافة آبائهم، ربما لاختلاف اللغة وصعوبة ترجمة التراث الديني أو لعدم حاجة الأبناء لثقافة الآباء للتواصل مع وسَطهم الاجتماعي غير المسلم.

 - ليس لـداعش مشروعٌ اجتماعيٌّ لبناء دولة قادرة على الاستقرار والدوام. ينحصر مشروعُها في الجهاد وكأنه غاية وليس وسيلة.

 - انتشرت رسالة السلفية بسرعة في العالم وتعولمت لفقرِ محتواها وسهولة ترجمتها لكل اللغات ووضوح مبادئها البسيطة. القادة الدعاة السلفيون يعتقدون اعتقادا جازما وراسخا أنهم وحدهم يمتلكون الحقيقة وما على المنخرطين الجدد إلا السمع والطاعة والتنفيذ والإنجاب قبل الاستشهاد من أجل خلق جيل بُناة المستقبل، جيلٌ يتربى تحت جناح الأوائل ويتشبع بثقافة الجهاد والموت في سبيل تحقيق حُلُمٍ غير قابل للتحقيق.

 

 


 


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire