-
قامت فرنسا
بثورة "من أجل الحرية والأخوّة والمساواة" (1789)، وبعد تسع سنوات فقط
احتَلتْ مصرَ (1798)، وبعد أقل من نصف قرنٍ الجزائرَ (1830)، ثم تونسَ فالمغربَ،
نهَبت ثرواتَنا وشغَّلت سواعدَنا واستغَلتها أبشعَ استغلالٍ، وبعرقِنا بَنَتْ
نهضتَها الصناعية وأسست "ديمقراطيتَها" السياسية.
-
قامت روسيا
بثورة "من أجل العمال" (1917)، وبعد أربع سنوات فقط قَمَعَ الجيشُ
الأحمرُ بقيادة تروتسكي انتفاضةَ عمالِ ميناء كرونستاد (1921).
-
جاءت الديانات
التوحيدية الثلاثة "رحمةً للعالَمين" من رب العالَمين، وبعد التمكين جاء
الفتحُ المبِين،
ثلاثتهم احتلوا الأمصارَ دون رحمةٍ بحثًا عن
الغنائم.
-
سافر
الأوروبيون من أسبانيا بحثًا عن طريقٍ تجاريٍّ جديدٍ للهند (عوض طريق الحرير المراقَب من قِبل المسلمين)،
فاكتشفوا أمريكا، احتلوا أراضٍ، أبادوا شعوبًا، هدَموا حضاراتٍ (1492) وأسسوا دولاً
"متحضرةً متطورةً"، سمّوا أهمها "أمريكا الشمالية"، ولا زالت
تُسمّى كذلك ولا زالت أيضًا دولةً "متحضرةً متطورةً": شنَّت على الدول
الأخرى مائتَيْ حربٍ استباقية ظالمة، ضربت اليابان بقنبلتين نوويتين، وقتلت 150
ألف مدني بريء في يومٍ واحدٍ.
-
جاءت
المَكْنَنَةُ (La révolution industrielle) لتحرير العمال من عناء الأعمال كما تمنى ماركس
ذلك، تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، بفضلها استغل الرأسماليون العمالَ وعلى
بؤسهم بنوا "مجدًا تليدًا"
وطوروا "حضارةً غربيةً".
-
جاء المنقِذُ
"المحايِدُ"، جاء العلمُ، أقبل البدرُ علينا، استبشرنا به خيرًا،
صَدَمَنا "خيرُه" فوقع الطلاقُ بين الإنسانية وبينه إنشاءً ذاتَ صباحٍ،
يوم 6 أوت 1945 في هيروشيما وناڤازاكي.
-
هلت علينا
الثورةُ الخضراءُ، قلنا ذهبَ الجوعُ دون رِجعةٍ، لم يذهب بل استقر، عشّشَ وعَمَّ،
ومعه جاءنا التلوثُ بالأسمدةِ المصنعةِ مُرْفَقًا بالاحتكارِ وغلاء الأسعارِ.
-
حقوق الإنسان
يُمَكَّنُ منها اليهوديُّ المستعمِرُ ويُحرَم منها الفلسطينيُّ المستعمَرُ.
-
العِلاجُ
للأغنياءِ والألمُ للفقراءِ.
-
البنوك صناديق
يَملؤها غصبًا الفقراءُ ويُفرِغها
تحيُّلاً الأغنياءُ.
-
الثورةُ شجرةٌ
يزرعُها الشجعانُ الشرفاءُ ويجنِي ثمارَها الانتهازيونَ الجبناءُ.
-
الديمقراطية: يومٌ واحدٌ كل خمس سنوات تصويتٌ للفقراءِ،
وخمس سنوات متتالية سلطة كاملة للأغنياء.
خاتمة: لهم المالُ والجاهْ ولم يبقَ لنا إلا وجه
اللهْ. سيأتي يومٌ نعيدُ فيه أنسنة الإنسانية، وبيولوجيًّا، حتمًا سيأتي ناسْ غير
هذه الناسْ، ناسْ لن يركبَ فيهم الأقرع على الفرطاسْ، بل سوف يتعاون الاثنان، يترافقان،
ويبنيان حضارةً على مقاس الناسْ، كل الناسْ، دون تمييزٍ بين دياناتٍ أو
إيديولوجياتٍ أو أجناسْ.
حمام الشط، الثلاثاء 20 مارس 2018.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire