lundi 27 mai 2024

ما سبب الفوضى السائدة في عالَم اليوم: هل يكمن المشكل في الانضباط المدني أو في العصيان المدني ؟ فكرة الممثل الأمريكي ماتْ دامون، ترجمة وإعادة صياغة مواطن العالَم

 

 (L`obéissance civile)  (La désobéissance civile)

 (L`Universel dépasse de loin le Culturel, mais ne le nie pas)

 

يبدو لي أن المشكل يكمن في الانضباط المدني وليس في العصيان المدني ! كيف ؟

لولا انضباط الجنود الألمان والطليان واليابانيين والأسبان وطاعتهم العمياء لهتلر وموسولوني وهيروهيتو وفرانكو لَما تفرعنت حكومات ألمانيا النازية وإيطاليا الفاشية واليابان الغازية وأسبانيا الديكتاتورية واحتلت العالَم في الحرب العالمية الثانية وأفسدت في الأرض وتسببت في قتلِ حوالي ستين مليون نسمة ولولا انضباط الجنود السوفيات لستالين الشمولي لَما قُمِعَ عشرون مليون مدني سوفياتي أو سُجِنوا أو شُرِّدوا أو نُفِيوا أو هُجِّروا !

ولولا انضباط الجنود الأمريكان لَما شنّت حكومات أمريكا المتعاقبة مئتَي حرب استباقية ظالمة على عديد البلدان وذلك منذ نشأتها في القرن الخامس عشر ميلادي، ولولا انضباط الجنود الفرنسيين والأنڤليز لَما استعمرت فرنسا وبريطانيا إفرقيا والهند والشرق الأوسط ونهبت ثرواتهم الطبيعية وسرقت آثارهم وجهّلت شعوبهم ويتّمت صغارَهم !

لكن وفي المقابل، لولا انضباط الجنود الأمريكان والبريطانيين والسوفيات لَما انتصرت دِولُ الحلفِ (أمريكا، بريطانيا، فرنسا، الاتحاد السوفياتي، إلخ.) على دِولِ المحورِ (ألمانيا، إيطاليا، إسبانيا، اليابان، إلخ.) ! ولولا انضباط العمال المصريين لَما شُيِّدت الأهرامات وحُفِرت قناة السويس !

الطاعةُ العمياءُ عندي تعني دومًا التبعيّةَ والاستلابَ والعصيانُ المدني عندي لا يعني بالضرورة دومًا التحرّرَ والثورةَ! ما الحلُّ إذن ؟ الحلُّ ليس في جيبي، والبديلُ يُصنَعُ ولا يُهدَى، وهو جماعيٌّ أو لا يكون، ولا طاعة لمخلوقٍ في معصيةِ الخالِقِ، والخالِقُ قال لنا بصريح العبارة أحادية الدلالة وجلية المعنى: "مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا". وهل عَمِلَ المسلمون قبل غيرهم بهذه الآية الكريمة الرائعة؟ طبعًا لا ! بل فعلوا عكس ما جاء فيها: قتل المسلمون بعضُهم البعضَ وكلاهما يدّعِي ظُلمًا وبُهتانًا أنه يجاهد في سبيل الله، وأفسدوا في الأرض في سوريا والعراق وليبيا والصومال واليمن وأفغانستان والجزائر.

والله ما رأيتُ أحدًا حريصًا على أرواح شعبه أكثر من غاندي ومانديلا وحكومتَي ألمانيا واليابان. هاتان الحكومتان اعترفتا بالهزيمة أمام أمريكا ولم ترفعا في وجهها السلاح منذ 1945 بل قاومتاها بالعلم والعمل فوفرا على شعبَيهما شرور الحروب والتفتتا للبناء والتشييد ففاقتا أمريكا تقدمًا وتطورًا. فتبًّا لنا ولله درّهم جميعًا !

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire