mardi 28 mai 2024

ليبراليتُهم وليبراليتُنا ؟ فكرة فيلسوف حمام الشط حبيب بن حميدة، تأثيث مواطن العالَم

 

 

الأنظمة الغربية الرأسمالية الليبرالية فيها كثيرٌ من الإيجابيات وقليلٌ من السلبيات بالنسبة لهم، أما نحن في تونس فقد نجحنا في التأليفِ بين سلبياتِهم جميعًا، وصنعنا منها ليبراليتَنا المشوّهةَ:

1. صناعةُ الغربِ فيها كثيرٌ من المصانعِ قليلةُ التلويثِ وقليلٌ من المصانعِ كثيرةُ التلويثِ، أما مصانعُنا فجلها على قلتها كثيرةُ التلويثِ (المصانع الكيميائية بصفاقس وڤابس).

2. فلاحتُه تنتِجُ الأغذيةَ الأساسيةَ وتصدّرُها لنا (الحبوب بأنواعها)، أما فلاحتُنا فقد اختصّت في إنتاجِ الأغذيةِ غير الأساسيةِ وتصديرِها لأوروبا (برتقال، دڤلة، زيت زيتون، إلخ) حتى أصبحنا نُنعتُ بِسلّةِ الغربِ للفواكهِ: لو لم يصدّرْ لنا حبوبَه أو بذورَه، احتفظَ بها وخزّنها، ومِتنا نحن جوعًا، وفي المقابلِ لو لم نصدّرْ له فواكهَنا، فسدتْ، وأفلستْ فلاحتُنا التابعةُ.

3. صحّتُه فيها مستشفياتٍ عموميةٌ تنافسُ المصحّاتَ الخاصةِ، أما صحتُنا فأفضلُها خواصّ.

4. تعليمُه العموميُّ ما زال منتِجًا للكفاءات، ينافسُه تعليمٌ خاصّ، أما تعليمُنا فمِن الخارجِ عموميٌّ ومن الداخلِ خاصٌّ (L`étude).

5. برلماناتُه تجسّمُ سيادة شعوبِه، أما برلمانُنا فيجسّم سيادة صندوق النقد الدولي والبنك العالمي ويفرِّطُ في سيادةِ شعبِنا.

6. سلاحُه المتطوّرُ يبيعُه لعدوِّنا، إسرائيل، ولا يبيعُنا لنا نحن العرب إلا "الخُرْدَة".

7. اقتصادُه كله منظمٌ ويدفعُ الضرائبَ، أما اقتصادُنا فنصفُه مُوازٍ يتهرّبُ من دفعِ الضرائبِ.

8. نقاباتُه تتفاوضُ وتتجنّبُ الإضرابَ قدرَ المستطاعِ (آخرُ إضرابٍ في التعليم الفنلندي عام 1994)، أما نقابتُنا فتُضرِبُ من أجلِ فتحِ بابِ التفاوضِ.

9. تلفزاتُه تبثُّ برامجَ تثقيفٍ وبرامجَ ترفيهٍ، أما تلفزاتُنا فلا ترفيهَ فيها ولا تثقيفَ، بل جلها تهريجٌ، تخاريفٌ وتخريفٌ.

10. ثوراتُه نقلتْ مجتمعاتِه نوعيًّا، من الإقطاعية إلى الديمقراطية، أما ثورتُنا، وللأسف، وبعد عشر سنواتٍ عِجافٍ، لم تُفرزْ إلا الانتهازيةَ والمحسوبيةَ وغيابَ الانضباطِ في العملِ وانعدامَ احترامِ التراتُبيةِ الإداريةِ والأكاديميةِ.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire