عملٌ تطوّعيٌّ أباركه لكنني أودّ لو تمت مَأسَسَتُه
Institutionnalisation:
le transformer en une institution.
أو بالأحرَى تحويلَه إلى مفهومٍ
Conceptualisation :
Élever au niveau du concept des pratiques empiriques ; organiser en
concepts : Une théorie qui conceptualise des pratiques diverses.
كيف ؟ لماذا لا نستلهم من التجربة البيداغوجية
الكندية الراقية ؟
في كندا، يُطالَبُ تلميذ الثانوي بـ40
ساعة تطوّع خلال فترة دراسته بالمعهد، ولا يتسلم الناجح في الباكلوريا شهادته إذا
لم ينجز ساعاته كاملة حتى ولو حصل على 19\20 معدل. مثلا: يقوم التلامذة الكنديون
(مسلمون وغير مسلمين) بخدمة المواطنين الكنديين المسلمين في حفلاتهم العامة
بمناسبة الأعياد الدينية، وفي النهاية يمنح منظمو هذه الحفلات شهادة مشاركة للتلميذ
المتطوع، شهادة وَرَقِية يستظهر بها في معهده وتُحفظُ في ملفه المدرسي
Les élèves du lycée doivent effectuer 40
heures de service communautaire durant leurs études secondaires.
لماذا لا نفعل مثلهم في وزارة التربية
التونسية وقد انتشرت المعاهد عندنا في جميع مدننا الكبيرة والصغيرة، إجراءٌ
بيداغوجيٌّ غير معقّدٍ ولا يتطلب تمويلاً باهظا ولا انتدابًا إضافيًّا، إجراءٌ
يتماشى مع ديننا وتقاليدنا ولنا فيه قديمًا باعٌ وذراعٌ (أمثلة عشتُها أنا شخصيًّا
في جمنة السبعينيات: كانت لنا عادة الاستنجاد
بالأقارب والأصدقاء والجيران، تطوّعًا ودون مقابل، رجالاً ونساءً، شيبًا
وشبابًا وأطفالاً، نستنجد بهم للمساهمة في العمل في مناسبات عديدة، مثل الطبخ في
الأفراح والأتراح وزردة سيدي حامد بوﭬبرين، أو عند تحضير منسج
الصوف، أو عند جني التمور أو تسقيف الدار بالجريد، إلخ.).
لنأخذ مثالاً تطبيقيًّا من الواقع اليومي
المَعِيش، وكل أمثلتي أستمدّها من بيئتي الأصلية ومسقط رأسي جمنة، لا لأنني جهويٌّ
بل لأنني أعرف مدينة جمنة أكثر من غيرها من المدن التونسية الأخرى بما فيها حمام
الشط محل إقامتي منذ ثلاثين سنة. تصوروا لو طَبَّقَ معهد جمنة ما يقع في كندا،
معهدُنا فيه على أقل تقدير 10 أقسام ثانوي، كل قسم يضم على أقل تقدير 20 تلميذًا.
أذكّر بالتجربة الكندية، كل تلميذ مطالَب رسميًّا بإنجاز 10 ساعات عمل تطوعي في
العام، فماذا ستكون الحصيلة يا تُرى خلال عقدٍ من الزمن: 10 أقسام × 20 تلميذ × 10
ساعات في العام × 10 سنوات = 20 ألف ساعة عمل تطوّعي مجاني (إنشالله انكون ما
اغلطّش في الحساب، لا لومَ على أستاذ علوم فات السبعين). والله العظيم طاقة عملاقة
قد تُزحزِح كثبان الرمال جميعًا في كشّادَة وشِطيانْ وبوروزينْ (ثلاثُ واحاتِ نَخِيل دﭬلة نور بجمنة،
تُهدّدُها الرّمالُ الصحراويةُ الزاحفةُ)، وتجعل من مدينة جمنة أنظف من مدن
سويسرا، وتجعل من واحاتها أجمل واحات العالم، ومن فقرائها أسعد فقراء الدنيا، ومن
قلوب أهلها أطهر من قلب حاتم الطائي، وقد تفتح لمتساكنيها، إن شاء الله، أبوابَ
الجنة السبعةَ على مِصراعَيها !
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire