مقدمة منهجية، رفعًا لكل
لَبْسٍ مُحْتَمَلٍ:
-
أولاً، ليست
لي أي "أجندا"، صَدَّقَ مَن صَدَّقَ، أو كَذَّبَ مَن كَذَّبَ، لا
يَعنيني تَصديقَ أحدٍ ولا تَكذيبَ أحدٍ.
-
ثانيًا، أنا
لستُ نهضاويًّا ولن أكون، وذلك لسببَين اثنَين رئيسيّين: 1. النهضة لا تعادي
الرأسمالية، وأنا أمقتُ الرأسمالية.
-
ثانيَا،
النهضة إسلامية وأنا عَلماني على الطريقة الأنڤلوساكسونية غير المعادية للدين
والمتدينين.
-
ثالثًا، أنا
لم أعد ماركسيًّا ولا لينينيًّا ولا ستالينيًّا ولا ماويًّا. جل الماركسيين
التونسيين لم ينتقدوا علنيًّا التجربة الشيوعية في القرن العشرين ولم يدينوها
بوضوح تامّ، وأنا أنتقدُ علنيًّا التجربة الشيوعية في القرن العشرين وأدينُها
وبوضوح تامّ.
-
رابعًا، أنا
مسالِمٌ إلى حد النخاع، وغاندِيُّ الهوى إلى حد التقديس.
Gandhi : l’ennemi ne trouvera pas chez moi une résistance
physique contre laquelle il peut s’appuyer mais une résistance de l’âme qui
l’aveuglera.
-
خامسًا، أنا
أفكّر فقط، أفكّر بحريةٍ كاملةٍ واستقلالية تامّةٍ عن كل الأحزاب والتيارات بما
فيها التيار الهلامي غير المنَظّم الذي أنتمي إليه، وهو اليسار غير الماركسي، أو
يسار ما قبل ماركس. يسار تونسي متصالح جدليًّا مع الهوية
الأمازيغية-الإسلامية-العربية.
-
سادسًا، لستُ مُحقِّقًا ولا
قاضيًا ولا أملكُ ملفّات على أحدٍ، والمتّهمُ ، عنديَ، بريءٌ حتى تَثْبُتَ إدانتُه، والقضاءُ هو
الفيصلُ بين المُدَّعِي والمُدَّعَى عليه.
1. موقفِي الفكريُّ الشخصي جدًّا من تهمةِ تسفير
الشباب التونسي إلى سوريا من قِبلِ حزب النهضة:
-
لا يحق
لـ"اليساريين التونسيين الذين لم ينقدوا علنيًّا التجربة الشيوعية في القرن العشرين
ولم يدينوها بوضوح تامّ"، لا
يحق لهم نقدَ النهضة حتى ولو كانت التهمة ثابتة. لماذا ؟ لأن هؤلاء اليساريون
يعملون بالمقولة غير المنطقية التالية: "حرامٌ عليكم، حلالٌ عليَّ"، أو
المقولة الشعبية "جزار إعَظِّمْ على امْراڤزي" (قِياسًا، لا يحق للحكّام
الغربيين إدانة إرهاب داعش، لأنهم إرهابيون أكثر منها، يكفيني حُجَجًا ما فعلته
أمريكا من جرائمَ ضد الإنسانية في أفغانستان والعراق، وما فعلته فرنسا في ليبيا
ومالي).
-
لو كنتُ
شيوعيًّا مثل هؤلاء الشيوعيونَ، ولو كنتُ شابًّا سليمًا مُعافَى، ولو كانت ثورةُ
سوريا ثورةً شيوعْيّةً، لكنتُ أول المتطوّعين للسفر إلى سوريا لِمساندة رفاقي
الشيوعيينَ السوريينَ ضد ديكتاتوريةِ بشّارْ من أجلِ نُصرةِ الأمميةِ الشيوعيةِ في
العالَمِ.
-
أصْدُقُكم
القولَ ولا أخْفِي عنكم سِرًّا فاتَ عليه 46 عامًا: عندما كنتُ شابًّا طالِبًا
شيوعيًّا في أوائل السبعينياتْ، كنتُ أتمنَّى الالتحاقَ والانضمامَ إلى ثورةِ
ظُفارْ الشيوعيةِ في عُمانْ، وكنتُ في اليقظةِ أحلمُ بتَفجِيرِ نفسِي في مجلسِ
الأمّةِ بباردو، أسوةً بالفوضويِّ-الأنارشيست المشهورِ، شقيقُ الزعيمِ الشيوعيِّ
لينينْ. الحمدُ لله، لم أعُدْ شابًّا ولا شيوعيًّا، وبقيَ الحلمُ "الشيوعيُّ
- هذا الحلمُ الداعشيُّ قبل ظهورِ داعشَ - حلمًا مرعِبًا ! كنت سأفعلُ ذلك أسوة
بما فعله أحرار وجمهوريو الدول الغربية الديمقراطية وما فعله ستالين نُصرةً لثوار
إسبانيا في حربهم ضد فاشية فرانكو، وأسوة بما فعله كاسترو نُصرةً لثوار ناميبيا وأنڤولا
(أرسلَ لهم 100 ألف جندي مسلّح بالكلاشينكوف والدبّابات).
-
وبِما أنني
لستُ من هؤلاء اليساريين ولا من هؤلاء النهضاويين، فيحق لي إذن ولأمثالي أن نُدينَ
تَصديرَ العنفَ الثوري، لا فرقَ عندنا، أكان التصديرُ هذا يقعُ باسمِ نُصرةِ
الأممية الشيوعية أو نُصرةِ الأمة الإسلامية.
2. موقفي
الفكريُّ الشخصي جدًّا من تهمةِ تكوينِ جهازٍ أمنيٍّ-عسكريٍّ سريٍّ من قِبلِ حزب
النهضة:
لو كنتُ رئيسَ حزبٍ شيوعيٍّ سرّيٍّ أو رئيسَ حزبٍ إسلاميٍّ سرّيٍّ، يناضلُ
للإطاحة بنظامٍ ديكتاتوريٍّ أو فاشيٍّ، ولم أكن ساذِجًا أو غِرًّا أو غبيًّا، لأنشأتُ
على الفور جهازًا أمنيًّا-عسكريًّا سريًّا.
لكن، لو سقطَ النظامُ الذي أناضلُ ضده وقبلتُ عن طواعية اللعبة
الديمقراطية، فسأحِلُّ جهازي السابق وألغيه لانتفاء الحاجة إليه، ولو لم أحِلَّه
فأنا مُدانٌ لـ"العنكوش"، نهضواويًّا كنتُ أو شيوعيًّا.
-
خاتمة: موقفي الفكريُّ الشخصيُّ هذا، موقفٌ حرٌّ مستقلٌّ،
لا علاقةَ له البتةَ بالسياسةِ الراهنةِ ولا بالاصطفافِ وراءَ النهضةِ وأنصارِها
أو الاصطفافِ وراءَ اليسار وأنصارِه. صَدَّقَ مَن صَدَّقَ، أو كَذَّبَ مَن
كَذَّبَ، لا يَعنيني تَصديقَ أحدٍ ولا تَكذيبَ أحد.
لكن وكبَشَرٍ روحانيٍّ (Une spiritualité à
l`échelle individuelle) حسّاسٍ وضعيفٍ
كجل البشرِ: الاعتِرافُ بِجُهدي الفكريِّ وحيادِيتي واستقلاليّتي وموضوعيّتِي وعَفويَّتِي
وسذاجتِي وصِدقِي، كل هذا شيءٌ يُفرِحُنِي، أمّا الثلبُ فيُؤْلِمُني جدًّا لكن لمْ
ولا ولنْ يُحْبِطَنِي، والسلامْ على مَن غَفَرَ لي أخطائِي وزَلاّتِي وهي كثيرة ٌ،
والسلامْ أيضًا على مَن لمْ يَغفِرْها لِي، جَلَّ مَن لا يُخطِئُ، واللهُ وحدهُ هو
الغَفّارُ الرَّحِيمُ، لا شريكَ لَهْ في المَغْفِرَةِ والرَّحْمَةِ.
حمام الشط، الجمعة 25 جانفي 2019.
« DAESH
C`EST L`OTAN (ou NATO) », a dit J L Mélenchon, candidat de gauche à la
présidentielle française 2017 (PCF inclus non le PS de Hollande).
Je souscris, signe, confirme et partage cette formule choc sans pour autant
justifier ou blanchir les crimes contre l`humanité qu`a commis DAESH ; et
les exemples qui l`illustrent sont multiples, récents, sanguinaires voire
criminels: Yougoslavie, Irak, Afghanistan, Lybie, Syrie, etc.
Hammam-Chatt, le vendredi 2
décembre 2016.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire