dimanche 27 mars 2022

ما الفرق بين التديّن الثوري والتديّن التبريري ؟ علي شريعتي

 

كتاب "دين ضد الدين"، تأليف علي شريعتي، ترجمة حيدر مجيد، مؤسسة العطار الثقافية،  دار الفكر الجديد، العراق، النجف الأشرف، الطبعة الأولى 2007، 225 صفحة.

نص علي شريعتي:

صفحة 40: ماهية الدين الثوري:

الدين الثوري، هو دين يغذي أتباعه ومعتنقيه برؤية نقدية حيال كل ما يحيط بهم من بيئة مادية أو معنوية، ويكسبهم شعورا بالمسؤولية تجاه الوضع القائم يجعلهم يفكرون بتغييره ويسعون لذلك فيما لم يكن مناسبا. (تعليق المؤلّف محمد كشكار: وهذا ما فعله في عصره بالضبط الرسول محمد صلى الله عليه و سلم وخلفاؤه الراشدون وأصحابه رضوان الله عليهم).

صفحة 42: ماهية الدين التبريري:

يسعى دين الشرك دائما إلى تبرير الوضع القائم عبر ترويج المعتقدات ذات الصلة بما وراء الطبيعة ويسعى إلى تعريف الاعتقاد بالمَعاد (الحياة الآخرة) والمقدسات والقوى الغيبية ويشوّه المبادئ العقائدية والدينية ليقنع الناس بأن وضعهم الراهن هو الوضع الأمثل الذي يجب أن يرضوا به لأنه مظهر لإرادة الله تعالى وهو المصير المحتوم الذي كتبه الله عليهم.

إن القضاء والقدر بالمعنى الذي نفهمه اليوم هو من مخلفات معاوية و إرث منه. فالتاريخ يروي لنا أن الاعتقاد بالقدر والقول بالجبر أمور ابتدعها حكام بني أمية ليسلبوا من المسلمين الشعور بالمسؤولية ويحرموهم -من خلاله- من كل أنواع النقد ويقتلوا روح المبادرة فيهم لأن الجبر يعني الانصياع إلى كل ما هو موجود والخضوع لكل ما هو كائن. في حين كان أصحاب النبي (ص) يشعرون دائما بالمسؤولية الاجتماعية و يأخذونها على عاتقهم كمهمة أساسية دائمة.

سؤال المؤلف محمد كشكار:

ما هي ماهية تديّن المسلمين اليوم ؟ هل هي ماهية ثورية أم ماهية تبريرية ؟

 لقد استعملت في سؤالي أعلاه، كلمة  "تديّن"- ولم أستعمل قصدا كلمة "دين" كما استعملها الكاتب، لأن الدين المجسم عندنا في القرآن والسنة النبوية الشريفة لا يتغير كنص مقدس أما فهمنا وتأويلنا لهذا النص فهما ليسا مقدّسين بالمرة وليسا ثابتين أيضًا، والمفروض واقتداء بالرسول وصحابته، يجب أن ينبثق، من الفهم والتأويل البشريّين للقرآن والسنّة النبويّة الشريفة، تديّنٌ إنساني متغير ومتجدد ومتطور ومُولّد لثورة وراء ثورة وإلا أصبحنا خلفا رجعيا لسلف ثوري كما هو حالنا اليوم حسب ما يبدو لي من وجهة نظر قاصرة ومحدودة صادرة عن مسلم غير مختص في الدين ولا في التدين.

 

 


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire