mercredi 23 mars 2022

هل الماضي الإسلامي مطابق للرسالة الإسلامية وهل العولمة الإسلامية المستقبلية مطابقة لماضيها ؟ أبو يعرب المرزوقي

 

كتاب "آفاق النهضة العربية ومستقبل الإنسان في مهب العولمة"، أبو يعرب المرزوقي، الطبعة الثانية 2004، دار الطليعة للطباعة والنشر، بيروت، 216 صفحة.

نص أبو يعرب المرزوقي

صفحة 122: وقد حاول ابن خلدون تحديد المعنى الأساسي لهذا النموذج من خلال تحديد منزلة الإنسان الاستخلافية أو الرئاسية الإنسانية. لكن التاريخ الإسلامي لم يحقق من هذا المثال شيئا يذكر يمكن أن يعتد به أو أن يعود إليه الإنسان ليقول إنه هذا. وإذن فالعولمة الإسلامية ليست ماضيها، بل هي مستقبلها الذي لا يزال غير محدد المعالم لكون الماضي لم يحدد الشروط التي تمكن من تحقيق قيم الإسلام تحقيقا فعليا في التاريخ، بل اقتصر على استعمال ما كان موجودا من شروط منافية لطبيعة رسالته ظنا من جدودنا أن مجرد التلاؤم مع الحاصل يمكن أن يعد فعلا تاريخيا: اكتفوا بالاندراج في عولمة عصرهم الحاصلة وتخلوا عن العالمية الإسلامية التي حدثت الثورة باسمها. الماضي الإسلامي ليس مطابقا للرسالة الإسلامية. وكل محاولة لحصر مستقبل الإسلام في ماضيه يعد ابتعادا عنه. فكل ما يمكن أن نسلم به لهذا الماضي هو الفعل المؤسس (منزلة الاستخلاف)، وتحقيق شَرطَيه: التاريخي (طموح الفعل التاريخي الكوني أو الثقافة الإسلامية الحالية) والجغرافي (قاعدة الفعل أو العالم الإسلامي الحالي). وعلينا أن نحدد مضمونه الموجب في القرون المقبلة بحسب ما يمكن أن نستفيده من دراسة العولمة الحالية والعولمات السابقة (بما فيها العولمة الإسلامية التي لم تحقق من الرسالة الإسلامية ما يقبل التحقيق تحقيقا تاما)، ودلائل إخفاقها لتحديد الأجوبة للإنسانية جميعا وليس لنا فحسب: إذ الأزمة ليست خاصة بنا كما يزعم البعض بل إن الإنسانية كلها ترزح تحت آثار الحلول التي استندت إلى الانفصام الناتج عن التوحيد الممتنع بين المثال والواقع ولم تفهم طبيعة الشجرة التي يضيء منها النور الإلهي والتي هي لا شرقية ولا غربية كما بين ذلك مدلول هذين الرمزين.

 

 


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire