mardi 15 mars 2022

حكاية واقعية معبِّرة لو يتعظ اليساريون التونسيون

 

الحكاية كما رواها لي، في مقهى البلميرا بِحمّام الشط الشرقية، صديقي وزميلي اليساري رضا بركاتي أخو نبيل بركاتي العضو السابق بحزب العمال وشهيد القمع البورڤيبي سنة 1987: "في بداية الستينيات زار الحزبُ الشيوعي التونسي، قبل حَظْرِهِ مِن قِبل بورڤيبة سنة  1963، دولةَ الصين الشيوعية للمشاركة في مؤتمرٍ عالمي للأحزاب الشيوعية. وَجَّهَ له الحزبُ الشيوعي الصيني سؤالا عن هيكلته في تونس فأجاب: لدينا تمثيلياتٍ في الجامعات ومكاتبَ في بعض الجهات وحضورٌ في المنتديات الثقافية. ردّ الصيني متعجِّبًا: نحن نعلم أن الشعبَ التونسي مسلمٌ بنسبة 99% ، ونعلم أيضًا أن أكثرهم يرتادون المساجدَ والجوامعَ. فهل لديكم حضورٌ في هذه الفضاءات ؟ قال التونسي مرتبِكًا: وما صِلتنا نحن الشيوعيين بهذه الفضاءات الدينية ؟"

تعليقي:

مِن المفروض أن يكون المناضلُ الشيوعي داخل شعبه كالسمكة في الماء كما قال ماوتستونڤ، الزعيم الصيني الشيوعي ومؤسس الصين الشعبية الحديثة سنة 1945، ونحن نرى اليوم اليساريين في تونس كالألواحِ فوق الماء، يطفون على السطح ولا ينفذون إلى الأعماق ! وعِوض أن يقاوموا الظلمَ والفقرَ نراهم يتعالون على هُويةَ شعبهم الإسلامية وأنتروبولوجيته، ويتجاهلون تراثَه وينسون أو يتناسَون أن ماركس قد قال "إن الدين هو زفرة المظلوم، هو روح عالَم بلا روح، هو قلب عالَم بلا قلب". وأول الفقراء والمظلومين في تونس هم الأجراء عُمّالاً وفلاحينَ، وإذا هَجَرَ هؤلاء الأحزابَ اليساريةَ فالمشكلة في هذه الأحزابِ وليست في الأجراء.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire