نحن في مدارسنا نُدرّسُ الأخلاق
في حصص التربية المدنية والتربية الإسلامية مدة ساعتين أسبوعيًّا (معرفة-Connaissance)،
وفي جوامعنا نُدرّسُ الوعظ والإرشاد (Morale moralisante).
فهل نحن، العربُ المسلمون، مدنيون ومهذبون في سلوكنا اليومي في الشارع والمقهى
والعمل، أم نحن كالحمار يحمل أسفارًا ؟
كيف يعلّمون الأخلاقَ في
التعليم الثانوي في كندا، الدولة العَلمانية متعددة الأعراق والقوميات والأديان ؟
يُطالَبُ التلميذ الكندي
بإنجاز أربعين ساعة عمل تطوعي خلال ثلاث سنوات الثانوي وبدون إنجازها لن يحصل على
شهادة الباكلوريا مهما ارتفعَ معدّلُه. أسوقُ لكم مثالاً روته لي ابنتي عبير
المقيمةُ بكندا: يتطوع التلامذة الكنديون (من مختلف الأديان) لخدمة المسلمين
الكنديين خلال عشاءٍ جماعيٍّ ينظمونه احتفالاً بقدومِ العيدِ الصغيرِ أو العيدِ
الكبيرِ، فعلٌ أخلاقيٌّ ناجعٌ (Une action) وليس درسًا نظريًّا عقيمًا (Une connaissance).
"فَمَنْ يَعْمَلْ
مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ
ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ" (قرآن)،
والمقصود هنا بالعمل هو فعلُ الخير (Action morale) وليس الشغل في مهنة (Travail)، ونحن، العربُ المسلمون، والحمد لله
-الذي لا يُحمدُ على مكروهٍ سواه- لم نفلِحْ اليوم، لا في العمل الأول ولا الثاني.
أخلاقُنا في الكتب عاليةٌ جدًّا جدًّا (أمانةٌ، صدقٌ، ضميرٌ مهنيٌّ، تكافلٌ،
تسامحٌ، إلخ.)، أما في الواقع فهي هابطةٌ جدًّا جدًّا (خيانةٌ، كذبٌ، تكاسلٌ
مهنيٌّ، أنانيةٌ، تعصّبٌ، إلخ.)، والمعارفُ لا تغيِّرُ القِيمَ كما قالت
الديداكتيك اختصاصي (Les connaissances ne changent
pas les valeurs, sujet de ma thèse de doctorat, UCBLyon1, 2007).
قالها الفاروق منذ خمسة عشر
قرنًا ولم نسمعها: "انصحوا الناس بصمت". قالوا: كيف يا عمر؟ قال: "بأخلاقكم
(أي بسلوككم)". لو عمِلنا بهذه النصيحة فقط لَقطعنا نهائيًّا مع وعظ تُجار
الدين وإرشادهم العقيم.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire