lundi 28 mars 2022

كيف نحوّلُ شعبًا إلى غوغاء؟ مواطن العالَم

 

 

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الأحد 22 أفريل 2018.

 

1.     نمنحُ ترخيصًا لقنوات تلفزية خاصة يصبح فيها الدلاجي وبن ﭬمرة محللين سياسيين وAiguilleurs de conscience (الحوار التونسي، التاسعة، حنبعل). قنوات تبث برامجَ (لباس، أمور جدية، دليلك ملك، إيمسيون، ديمانش حنبعل، إلخ.) حيث تسود التفاهة وقلة التربية وقلة الذوق والانحطاط الأخلاقي. برامجٌ تأسس لتَصَوُّرٍ مفاهيمي للرداءة 

(La conceptualisation de la médiocrité).

ديكورٌ ضخمٌ فخمٌ ومكلِفٌ، كلمةٌ هابطةٌ وحوارٌ غبيٌّ تمامًا. مبرمجون خططوا لتحويل شعبٍ إلى غوغاء، الظاهر أنهم نجحوا والدليل: ارتفعت معدلات المشاهدة التلفزيونية، زادت الإعلانات التجارية ودون جهدٍ أو إبداعٍ كسَبَ سامي الفهري وأمثاله المالَ الحرامَ. أفرغوا الأدمغة ليبيعوننا السراب. خدّروا العقولَ، نشروا الأخبار المزيفة، حوّلونا إلى وحوش آدمية تقودها غرائزُ البطنِ وما تحت البطنِ. ولو تجرأتَ على نقدهم، فأنت متطرف إسلامي، متطرف يساري، رجعي، متخلف، عدو الحداثة الغربية.

2.     نمنحُ ترخيصًا لغير المربين بفتحِ مدارسَ خاصة بمقابل نَفَقَاتٍ باهِظَةٍ. مدارسَ يُدرّسُ فيها مدرّسو التعليم العمومي ساعات زائدة "زائدة" أو مُنتَدَبون جدد لا تجربة لهم ولا تكوين بيداغوجي أو ديداكتيكي.

3.     نبني ديمقراطية بغير ديمقراطيين ونقيمُ نظامًا جديدًا بسياسيين فاسدين من النظام القديم.

4.     نتخلى عن دور الدولة التعديلي في الأسعار وعن دورها الرقابي في جودة السلع.

5.     نُجبِرُ الفقير على الالتجاء للسوق الموازية والسلع الرخيصة المقلدة. نغذي الفساد في الواقع وفي نفس الوقت نرفع شعار محاربة الفساد.

6.     نهمّش القطاع العام وفي المقابل نشجّع القطاع الخاص فيقل عدد الطبقة المتوسطة ويتضاعف عدد الطبقة الفقيرة.

 

إمضائي: "إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران

 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire