jeudi 17 mars 2022

الدولة الدينية فشلت... والدولة اللائكية أيضا فشلت، فما العمل ؟

 

مقدمة:
صيحة عالِم السياسة الفرنسي أوليفِيِي رْوَاْ: "الجهاد الإسلامي هو القضية الوحيدة المتوفرة للشباب في السوق".

Le jihad est aujourd’hui la seule cause sur le marché. Olivier Roy, né en 1949, est un politologue français, spécialiste de l'Islam.

الموضوع:

مقال مستوحى من حوار تلفزي دار بين الفيلسوفين الفرنسيين ريجيس دوبري وإدار موران. حاولتُ ترجمة الأفكار الأساسية فيه وصياغتها بتصرف وأقحمتُ نفسي طرفًا في هذا الحوار:

إدار: 

كلما ازدادت قوة الإنسان في المجال المادي (العقلي والعلمي والتكنولوجي والطبي، إلخ.) ونجح في إيجاد حلول لضعفه المادي أمام الطبيعة، كلما ازداد وبان ضعفه في المجال الروحي (الدين والأساطير والأوهام، إلخ.) وفشل في إيجاد حلول لضعفه الروحي أمام الموت والمرض والحرب والاغتصاب.

المؤلف محمد كشكار: 

- فشلت أيضا الديانات التوحيدية الثلاث في مرافقة الإنسان نحو المرض والموت وذلك بإفراغ نفسها من الروحانيات والقِيم الإنسانية السامية وحشوها قسرا بالماديات على شكل طقوس جسدية اجتماعية روتينية ببغائية غير واعية: فشلت اليهودية روحانيا (لا تسرق، لا تكذب، لا تقتل) مذ أبِيد سكان فلسطين العرب الكنعانيين على أيدي اليهود الغازين القادمين من مصر. فشلت المسيحية روحانيا (من ضربك على خدك الأيمن فأَدِرْ له الأيسر) مذ وظفها قسطنطين في دولته الرومانية واحتل العالم بتوظيف المسيحية كدين الدولة الوحيد. فشل الإسلام روحانيا (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) مذ وظفه معاوية في دولته المَلَكية وسيطر على نصف العالم بتوظيف الإسلام كدين الدولة الوحيد. 

- فشلت أيضا كل الدول اللائكية في العالم في فصل معتقداتها عن الدولة (الشيوعية، الثورة الفرنسية، الجمهورية، المَلَكية الدستورية وغير الدستورية): فشلت الشيوعية روحانيا (من كل حسب جهده ولكل حسب حاجته) مذ وظفها لينين وستالين وماو وبول بوت وكاسترو في دولهم الديكتاترية وقمعوا بتوظيفها عمال العالم وقتلوا منهم الملايين. فشلت الثورة الفرنسية روحانيا (البيان العالمي لحقوق الإنسان) مذ وظفها نابليون في احتلال مصر عشر سنوات فقط بعد ثورة 1789. فشلت الجمهوريات والمملكات الدستورية روحانيا (حرية، مساواة، أخوة) مذ وظفتها فرنسا وألمانيا وبريطانيا وبلجيكا وهولاندا لاحتلال العالم الثالث ونهب آثاره وقوة عُماله وثرواته. فشلت الدول المَلَكية والقومية والاشتراكية العربية روحانيا (وحدة من المحيط إلى الخليج) وحاربت بعضها بعضا باسم العروبة والإسلام. فشلت اللائكية الفرنسية لا سيما في إدماج المهاجرين العرب على مدى قرن من الزمن رغم أنها نجحت في إدماج غير المسلمين من الإيطاليين واليهود والسود.

- فشلوا كلهم بمتدينيهم وعلمانييهم في نشر الأخوة والتضامن بين البشر وغلّب حكامهم الربح والاستغلال وتقديم مصالحهم المادية على القيم الإنسانية النبيلة فأضاعوا على الفقراء سعادتهم في الدنيا وفي الآخرة. لم يكفِهم فشلهم وحدهم فورّثوه لأجيالنا حروبا دينية في فلسطين وروسيا وسوريا وليبيا ومصر والعراق حيث غذّى فشلهم المزمن اللعين صراعا دينيا وإرهابًا إسلاميا لا علاقة له بروحانية وسماحة الدين الإسلامي.

ريجيس:

الشيوعية دين والجمهورية دين والليبرالية دين، كلها أديان تقدّس الربح والنهب بالقوة وتدنّس قيم التحابب والتعاضد والتآزر وقبول الآخر باختلافه وتهمل مبادئ المسالمة والمجاملة والتسامح والحب بين البشر، كل البشر دون تمييز عرقي أو لوني أو جَنْدَرِي (H-F) أو طبقي أو إيديولوجي. القيم الروحانية الإنسانية السامية (Les valeurs spirituelles) ليست حكرا على الأديان ولا على المتدينين وحدهم فبعض غير المتدينيين قد يكونون أرحم مثل أطباء بلا حدود وعمال المطافئ ومتطوعي الهلال الأحمر والصليب الأحمر والمحاضرون المتطوعون بالجامعة الشعبية المجانية بكانْ بفرنسا وعلى رأسهم مؤسسها فاعل الخير الفيلسوف اليساري التحرري الملحد المسيحي ميشيل أونفري.

أدعو إلى تدريس تاريخ الأديان (وليس الدعوى إلى دين أو تفضيل دين على آخر) في المدرسة الفرنسية اللائكية والتعريف بقيمها العالمية الإنسانية الراقية التي لا يخلو منها دين توحيديًّا كان أو غير توحيدي لكن النوايا الحسنة لا تكفي.

Et contrairement à ce qu`a affirmé Machiavel au XVIe S (la fin justifie les moyens), réellement  la fin ne justifie pas les moyens, plutôt les moyens nous donnent un signe prémonitoire sur la fin avant d`arriver à la fin.

إدار:

أفاق العلمانيون المعاصرون ونبذوا إرهاب القرن العشرين (الألوية الحمراء الإيطالية، الجيش الأحمر الياباني، بادرماينهوف الألمانية، الخمير الحمر الكمبودية، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الهاڤانا الصهيونية، الجيش الإيرلندي، الفعل المباشر الفرنسية) وسوف يأتي الدور قريبا إن شاء الله على المجاهدين الإسلاميين ويفيقوا من أوهامهم ويعرفوا أن ربهم قال لهم: " مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا".


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire