mercredi 30 mars 2022

بلاغ رقم 1. مواطن العالَم والديداكتيك

 

 

لأول مرة في تاريخ تونس، وبمناسبة 2020  إحياء ذكرى مئوية "الفتح الشيوعي" وتأسيس أول حزب شيوعي تونسي (1920)، اجتمع كل قادة الأحزاب اليسارية الماركسية التونسية في فضاء بورصة الشغل بالعاصمة، تدارسوا هزيمة صندوق الانتخابات الرئاسية والتشريعية 2019، قاموا بنقد ذاتي عميق وشجاع، تشاوروا، تدبّروا، تفكروا، ثم أصدروا البلاغ التاريخي التالي في تسع نقاط:

 

1.     نعلن تخلينا النهائيّ -علنًا وسرًّا- عن اعتماد النظرية الماركسية المستوردة (بكل تفرعاتها) كإيديولوجية لأحزابنا، لا بل أصبحنا نعتبرها أفيونًا للمثقفين اليساريين البورجوازيين الصغار (Raymond Aron, 1955) ونراها منافية للديمقراطية والعَلمانية وحرية المعتقد (ديكتاتورية البروليتاريا، الحزب الواحد، الإلحاد دين الدولة، إلغاء الملكية الخاصة الصغيرة، إلخ).

2.     نعلن نقدنا للتجربة الستالينية الديكتاتورية الكُليانية البغيضة والمقيتة رغم نجاحاتها في التصنيع الحربي وتشييد البنى التحتية. تجربة قامت على شعار "الشيوعية في دولة واحدة ولشعبٍ واحدٍ على حساب الدول الأخرى والشعوب الأخرى".

3.     نعلن تصالحنا الصادق والتام (Indigénisation totale) -علنًا وسرًّا- مع هوية شعبنا الأمازيغية-العربية-الإسلامية.

4.     نعلن إيماننا الكامل بمفهوم الأمة العربية وسوف نسعى بكل ما أوتِينا من جَهدٍ إلى توحيدها تحت راية خلافة عربية ذات منزع ديمقراطي في الداخل والخارج (على غرار الخلافتَين الغربيتَين المعاصِرتَين، الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأمريكي، خلافة تكون  ديمقراطية علمانية في الداخل وغير معتدية على الخارج على عكس مثيلاتها الغربية).

5.     نعتبر كل التونسيين غير اليساريين منافسين سياسيين وليسوا أعداءً متربصينَ.

6.     نعترف بالحق المقدّس في الملكية الصغيرة الخاصة والخالية من آفة استغلال الإنسان للإنسان.

7.     في الملكية الكبيرة، نعتمد المنوال الاقتصادي التضامني المعتمد حاليا في الدول الأسكندنافية وفي تجربة جمنة مسقط رأسي.

8.     نؤمن بالديمقراطية التشاركية المباشرة (Rousseau) والتداول السلمي على المسئولية داخل أحزابنا والتناصف بين المرأة والرجل ونرضى بنتائج الصندوق الانتخابي حتى ولو أتى بـسيف الدين مخلوف حاكمًا لتونس.

9.      لن -لن الزمخشرية- لن نتخلى عن الاستماتة في النضال ضد الليبرالية في كل تجلياتها الظاهرة والخفية والسائلة (Zygmunt Bauman, 2016. Roland Gori, 2015).

 

بلاغ رقم 1، هو سيناريو من وحي الخيال الكشكاري السقيم.

 

خاتمة: قال عبد الله العروي، الفيلسوف المغربي اليساري: "لا أحد مُجبرٌ على التماهي مع مجتمعه. لكن إذا ما قرّر أن يفعل، في أي ظرف كان، فعليه إذن أن يتكلم بلسانه (المجتمع)، أن ينطق بمنطقه، أن يخضع لقانونه (...) لأن في التماهي شرط التحقيق، أي شرط المرور من التصور إلى الواقع، من الفكر المجرد إلى الحياة".

 

إمضائي (مواطن العالَم البستاني، متعدّد الهُويات، l’homme semi-perméable، أصيل جمنة ولادةً وتربيةً، يساري غير ماركسي حر ومستقل وعلماني على الطريقة الأنـلوساكسونية المتصالحة مع كل الأديان دون أفضلية لدين على دين ودون استثناء، غاندي الهوى ومؤمن بمبدأ "الاستقامة الأخلاقية على المستوى الفردي" - Adepte de la rectitude morale et de l’orthodoxie spirituelle à l’échelle individuelle).

"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

À un mauvais discours, on répond par un bon discours et non par la violence verbale.

 

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 6 مارس 2020.

 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire