كتاب "آفاق النهضة العربية
ومستقبل الإنسان في مهب العولمة"، أبو يعرب المرزوقي، الطبعة الثانية 2004،
دار الطليعة للطباعة والنشر، بيروت، 216 صفحة.
نص أبو يعرب المرزوقي:
صفحة 131: هامشة 2: وبهذا المعنى فإن كل شباب العالم مسلم
إلى سن الرشد (وذلك هو معنى الحديث الشريف المتعلق بتقدم الفطرة أي الإسلام على التهويد
والتنصير والتمجيس) والاختيار الصريح لغير الإسلام دينا. وكل من لم تبلغه الرسالة
معذور في عدم إسلامه إلى أن نبلّغها إليه، إذ ذلك هو واجبنا، وذلك هو المعنى
الجديد للجهاد.
صفحة 159: هامشة: (...) لأن الحج
هو القطع مع الانغماس في الدنيا، ومن ثم فهو الذي يضفي المعنى على الحياة
الإنسانية. وتلك هي دلالة التوجه إلى القبلة التي تصبح توجها فعليا إلى حد التطابق
معها. وإذن فليس معنى الشرط "الحج لمن استطاع إليه سبيلا" هو ما أوّله
الفقهاء إذ فهموا الاستطاعة المادية. ذلك أن الأمر لو كان متعلقا بالاستطاعة
المادية لَحدّد الشرع النصاب كما فعل في الزكاة. أما وهو لم يفعل فإن الاستطاعة
قصدها التحول الروحي المتمثل في القطع مع الانغماس في الدنيا، قطعا يؤدي إلى
القيام بالفرائض قياما يتضمن معناها الحقيقي أعني كونها تعيينات الصلاة أو الفرض
الخامس.
تعليق المؤلف محمد كشكار: هل قطع الحاج التونسي مع الانغماس
في الدنيا قبل الحج أو حتى بعد الحج ؟ إذا كان الجواب بنعم، فما هي دلالة المثل
الشعبي: "حج و زمزم وجاء للبلأ متحزّم" (مَثل شعبي لانتقاد الحاج أو
المسلم غير الحاج الذي يناقض تصرفُه حجَّه أو إسلامَه). وإذا كان الجواب بلا، فما
هو دور الحج في حياة الحاج ؟
صفحة 159: هامشة: (...) والحصيلة أن الفروض الدينية تنقسم
إلى نوعين: إثنان منهما مطلقان غير مشروطين، وثلاثة مشروطة بالاستطاعة: مادية
(الزكاة) والبدنية (الصوم) والروحية (الحج). وفي الحقيقة فإن الشرط الروحي هو شرط
الشروط جميعا، لكونه هو الضامن للصدق في حصول الشرطين الآخرين، إذ يمكن لمن ليس له
الشرط الروحي ألا يزكي مخفيا توفر النصاب. ويمكن لمن ليس له الشرط الروحي ألا يصوم
مدعيا المرض. وبذلك يكون الاثنان غير المشروطين حدّي الثلاثة المشروطة: فالشهادة
هي البداية ولا يمكن وحدها أن تضمن توفر الشرط الروحي لكونها قد تقف عند الإسلام
دون الإيمان. والصلاة هي الغاية إذا صدقت، صدقت الشهادة فتمت الفروض الأخرى على
أحسن الوجوه لحصول النقلة من ظاهر الإسلام إلى حقيقته أي الإيمان. وذلك هو جوهر
الجهاد الأكبر الذي تحدث عنه الرسول.
أما الجهاد فقد حصره هيـﭬل في معناه الأصغر أي في الموت من
أجل العقيدة (العقيدة الإسلامية).
العقيدة
الحلولية... أي أن الله لم يصبح روحا إلا بفضل تأنّسه، والإنسان لا يصبح إنسانا
إلا بفضل تألّهه. وذلك هو جوهر العولمة الهدّامة التي نعيشها الآن و التي من جوهر
الإسلام التصدي لها لتحرير الإنسانية والكون من أضرارها واقتلاعها من أصلها.
تعليق المؤلف محمد كشكار: الكاريكاتور في هذا الأمر أن بعض
المجاهدين الإسلاميين المعاصرين لم يفهموا الجهاد الأكبر بهذا المعنى
"المرزوقي" ولم يفهموا أيضا الجهاد في معناه الأصغر أي في الموت من أجل
العقيدة الإسلامية وذهبوا أفواجا يجاهدون ويقتلون بالمئات إخوانهم المسلمين
السوريين (أنا لا أساند مسلما يقتل مسلما، يعني لا أساند النظام السوري
الديكتاتوري ولا أساند المجاهدين المرتزقة المأجورين من قِبل قطر والسعودية و
تركيا وأمريكا والاتحاد الأوروبي) وتركوا في جوار سوريا أعداءهم في العقيدة، أعداءهم
المستوطنين الصهاينة الذين ينعمون بالسلام والاطمئنان في فلسطين والجولان ومزارع
شبعا اللبنانية وينظرون إلينا بارتياح ونحن نتقاتل ونبلي البلاء الحسن في الحروب
الأهلية (الحرب اللبنانية بين المسيحيين والمسلمين، الحرب العراقية بين السنّة
والشيعة، الحرب السودانية بين المسلمين والمسيحيين وبين المسلمين والمسلمين، الحرب
الفلسطينية بين حماس وفتح ، الحرب اليمنية بين القاعدة والجيش، الحرب الأهلية
المحتملة في مصر بين الأقباط والمسلمين،
الحرب الأهلية المحتملة في تونس بين السلفيين والنهضة). رحماء على الأعداء
أشدّاء على الأشقّاء.
العولمة الهدّامة التي يقصدها أبو يعرب هي العولمة الأمريكية-الصهيونية
وقد أشار إليها صراحة في مواقع أخرى في هذا الكتاب وهو يؤكد
أن من جوهر الإسلام التصدي لها.
ولكن يحق لنا أن نتساءل: هل تصدّت لها الحركات الإسلامية
التي يساندها الكاتب، أي الحركات التي استلمت السلطة بعد "الثورات"
العربية في تونس ومصر وليبيا ؟
قال أبو يعرب المرزوقي:
"الرسالة الإسلامية مطالَبة بتحديد الأجوبة للإنسانية جميعا وليس للمسلمين
فحسب".
تعليق المؤلف محمد كشكار:
ما أنبلها وما أرحبها رسالة لقوم
يفقهون وما أصغرنا أمة بين الأمم وما أصعبها مهمة ابتُلِينا بها وما أثقلها
مسؤولية ألقاها الله على عاتقنا ومن أدراك أننا نحن المستخلَفون ؟ خاصة عندما نري
حال المسلمين اليوم. عجزوا عن استنباط حلول لمشاكلهم، لم يجدوا حلا للجوع والحرب
الأهلية في الصومال المسلمة ولم يكتشفوا تلقيحا ناجعا ضد خيانة وعمالة القيادة
السعودية-القطرية ولم يصمدوا ضد أصغر شعب معتدٍ في العالَم، ونحن نطالبهم بتعليم
أرقى من تعليم فنلندا وبحقوق أعلى من حقوق الميثاق العالمي لحقوق الإنسان وبعدالة
اجتماعية أفضل من اشتراكية ماركس وبديمقراطية أحسن من برلمانية بريطانيا وبصناعة
أكثر تقدما من صناعة اليابان وبمكتسبات اجتماعية أرقى مما يتمتع بها الفرنسيون
والأسكندنافيون في القرن الواحد والعشرين.
قال فارس العرب عمرو بن معدي كرب:
لَقَد أَسْمَعَت
لَو نادَيْت حَيّا ** وَلَكِن لا حَيَاة لِمَن تُنَادِي
ولو نار نفخت بها أضاءت ** ولكن أنت تنفخ في رمادِ
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire