كتاب
"دين ضد الدين"، تأليف علي شريعتي (الشهيد الدكتور علي شريعتي، إيراني
قروي، تخرج من جامعة السوربون واختصاصه علم الاجتماع الديني)، ترجمة حيدر مجيد،
مؤسسة العطار الثقافية، دار الفكر الجديد،
العراق، النجف الأشرف، الطبعة الأولى 2007، 225 صفحة.
نص علي
شريعتي
صفحة 43:
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
إن الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر اللذَين يتبادران إلى أذهاننا بمعناهما المبتذل الذي لا
يسعنا التحدث عنه في الأوساط الفكرية المثقفة. هما عبارة أخرى عما يسميه المفكر
الأوروبي اليوم "المسؤولية الإنسانية" أو "مسؤولية المبدع" أو
"مسؤولية المثقف". ماذا تعنى المسؤولية المبحوث عنها في الفلسفة والفن
والأدب في عالمنا اليوم ؟ إنها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بعينه، غير أننا
مسخنا معنى هذين المبدأين بحيث أصبح العمل بهما مرفوضا ومستهجنا.
تعليق
المؤلف محمد كشكار:
حسب الدكتور
علي شريعتي أصبحت -أنا المفكر الحر- من جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
كيف ؟ يتمثل المعروف عندي في التصورات العلمية النادرة -للأسف- في مجتمعنا ويتمثل
المنكر عندي في التصورات غير العلمية السائدة -للأسف الشديد- في مجتمعنا. لذلك فقد
نذرتُ نفسي للدعاية صباحا مساء ويوم الأحد لمرافقة الآخرين على التخلي الذاتي عن
كل التصورات غير العلمية والبناء الذاتي مكانها لتصورات علمية. أسوق لكم مثالين
لتوضيح الفرق بين التصورات غير العلمية والتصورات العلمية: 1. إذا كنتَ تعتقد
جازما أن الرجل أذكى من المرأة لأن مخه أكبر وزنا وحجما من مخ المرأة ! فهذا
التصور الأول تصور غير علمي. 2. أما إذا كنتَ تعتقد أن وزن مخ الإنسان لا علاقة له
بجنس الإنسان وأن وزن المخ متناسب مع وزن الجسم، مهما كان هذا الجسم، جسم امرأة أو
جسم رجل فذلك هو التصور العلمي السليم. أسوق لكم مثالا للبيان: رجل صغير الحجم،
يكون مخه أوتوماتيكيا صغير الحجم والوزن. امرأة كبيرة الحجم، يكون مخها آليًّا
كبير الحجم والوزن. أما الذكاء فلا علاقة له البتة بوزن أو حجم المخ وإلا لكان
عمالقتنا أذكانا. تجد في الرجال أذكياء وأقل ذكاء كما تجد بالمثل نساء ذكيات ونساء
أقل ذكاء. فهذا التصور الثاني تصور علمي.
إن الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر عندي، لا يكون إلا بالمعروف لذلك تجنبتُ الخطاب الصادم
(Discours frontal) الذي ينفّر ولا يبشّر وتوخيتُ المرونة
في عرض وجهة نظري بالطريقة التعلّميّة العلمية التالية:
Faire avec
les conceptions non scientifiques pour aller contre ces mêmes conceptions non
scientifiques et auto-socio-construire en même temps des conceptions
scientifiques à leur place.
ولذلك أمضي
مقالاتي دائما بالجملتين المشهورتين والمفيدتين التاليتين:
Pour l’auteur, il ne s’agit
pas de convaincre par des arguments ou des faits, mais, plus modestement,
d’inviter à essayer autre chose.
À un mauvais discours, on répond par un bon discours et non
par la violence verbale ou physique ou morale.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire