زمن فترة الحرب الباردة بين
المعسكرَين الشيوعي والرأسمالي (1945-1989)، كانت تسود العالم أجمع مواجهات
إيديولوجية سلمية فكرية وكانت الأرض كلها بمثابة قاعة محاضرات كبرى. في الصحف
والجامعات والمصانع ومكاتب الإدارات وحتى في المقاهي والبيوت، كانت أكثر المجتمعات
تناقش محاسن ومساوئ النموذجين، الشيوعي والرأسمالي، وتقارن بين الأطروحات الفلسفية
(الماركسية، الوجودية، البنيوية، إلخ.).
منذ هُزِمت الشيوعية على يد الرأسمالية
وسقط جدار برلين عام 1989، صمت المثقفون عن تقديم بديل معقول للرأسمالية الجشعة
المهيمنة وتلاشت كل النقاشات المذكورة أعلاه.
هل تكون هذه الهزيمة سببًا قويًّا دفع
الناس للتخلي عن أحلامهم الوردية بجنة أرضية وأجبرهم على الاحتماء تحت سقف الهويات
الموروثة عن زمن ما قبل الحداثة (زمن القبلية والطائفية الدينية). والله إنه
لَسقفٌ هشٌّ يهدد بالسقوط ساكنيه قبل الأعداء.
بعد انتهاء فترة الحرب الباردة، كان
العالم ينتظر انفراجًا فحدث العكس: نقص التضامن الدولي وتقهقر التفكير العقلاني
وانحسرت العلمانية وقلّ الحوار الحر وزاد التطرف الديني وانتعش التعصب للأفكار الرجعية
الجاهزة الموروثة على حساب الأفكار التقدمية المكتسبة.
Source d’inspiration : le
dérèglement du monde, Amin Maalouf, éd. Grasset & Fasquelle, Paris 2009,
prix : 7,9 €, 315 pages.
إمضائي:
أعترف أن لا هدف لي مسبقًا ومحدّدًا من وراء الكتابة والنشر سوى المتعة
الفكرية في فترة التقاعد وتحلية مرارة انتظار الأجل كما قال الفيلسوف أبو نواس.
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمَك فدعْها
إلى فجرٍ آخَرَ" (جبران خليل جبران)
تاريخ أول نشر على صفحتي الفيسبوكية: حمام الشط في 7 سبتمبر 2023.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire