1. مواطن العالَم:
-
هو اسم معبّر على فكرة أما محمد كشكار فلا
يعبّر إلا على شخصٍ نكرةٍ.
-
تاريخيًّا، عبارة مواطن العالَم ابتدعتها
الأقليات العرقية في مجتمع ما واستغلها يهود أوروبّا للخروج من العزلة العرقية
والاجتماعية والاندماج في الأغلبية السائدة في المجتمع وقد ساعدتهم الشيوعية
الأممية في ذلك كما ساعدت القومية العربية المسيحيين العرب. ولهذا السبب وصِموا
بالخونة من قِبل أبناء عرقهم أو قوميتهم. أما اختياري أنا فلم يكن لأسباب عرقية
ولا اجتماعية لأنني أنتمي للأغلبية المسلمة السنّية الماكية الأشعرية المهيمنة في
تونس منذ سقوط الدولة الفاطمية الشيعية منذ عشرة قرون تقريبًا ومنذ رحيل الأتراك
أصحاب المذهب السني الحنفي منذ 70 سنة تقريبًا. اختياري إذن لهذا الإمضاء هو
اختيار فكري حر يستند للحديث الشريف "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب
لنفسه". يحب أخيه في كل أنحاء العالم دون تمييز لوني ولا عرقي ولا قومي ولا
ديني ولا إيديولوجي ولا طبقي، يحب له الخير ولا شيء غير الخير.
2. مواطن أمازيغي-عربي:
والأمازيغ هو سكان شمال إفريقيا الذي قاوموا الغزو
العربي بشجاعة لمد ثلاثة قرون ثم انصهروا شبه إراديًّا واعتنقوا الدين الإسلامي
تقريبًا عن طواعية واندمجوا أفواجا وتبنوا الهوية العربية-الإسلامية خدمة لمصالحهم
خشية الاندثار العرقي الذي أصاب هنود أمريكا الشمالية لذلك سُمِّي الاحتلال العربي
فتحًا حتى من قِبل المؤرخين المحليين والأجانب. الاستنتاج: الأمازيغ أجدادنا نحن
التونسيون، شئنا أما أبينا وإلا سنكون: Des vrais négationnistes de notre histoire
contemporaine. مَن منّا لا يفتخر بطارق بن زياد وغيره من
الأبطال الأمازيغ المسلمون الكثيرون.
مواطن مسلم:
كل من قال وهو صادق السريرة: "أشهد أن لا إله إلا
الله وأشهد أن محمدًا رسول الله".
3.
مواطن عَلماني مائة
بالمائة:
عَلماني على الطريقة الأنڤلوساكسونية (المتصالحة مع الدين) وليس على
الطريقة الفرنسية (المعادية للدين). أفضلُ تعريفٍ لـ"العلمانية" التي أومن بها هي قوله تعالى في باب المسؤولية الفردية (La responsabilité individuelle de l`homme)
كل فرد
يتحمل وحده مسؤولية أفعاله، قال تعالى: "لا تزر وازرةٌ وزر أخرى". خَتَمَ
النبوّة منذ 15 قرنا ففهمنا رسالته وأخذنا المسؤولية كاملة على عاتقنا دون انتظار
المطر من السماء وهل يوجد أشد وضوحًا من الآية الكريمة: "إنَّ اللَّهَ
لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا
مَا بِأَنفُسِهِمْ". أنا أعتبر هذه الآية تعريفًا دقيقًا للعلمانية التي يمقتها عن جهل
بمحتواها بعض الإسلاميين. كلمة عَلمانية حسب التعريف الحديث هي كلمة مشتقة من كلمة
عالَم وتعني أن شؤون هذا العالم الدنيوي لا يغيرها إلا ناس هذا العالم دون تدخل
مباشر من العالم الآخر وهذا ما قاله سبحانه وتعالى حرفيا وبصريح العبارة في الآية
السابقة. شؤون العالَم يتولاها سكانُه. مثلا، مسلم متزوج مسيحية: واجب عليه أن لا يجبرها على تغيير
دينها وأن يرافقها إلى باب الكنيسة. أيوجد تعريف للعلمانية أفضل من هذا التعريف ؟
مسلم متزوج مسيحية أو يهودية: اختارها ورضي بها أمًّا لأولاده وهي على دينها.
أيوجد تكريمٌ للديانتين المخالفتين أكثر من هذا التكريم ؟ صُلح الحديبية، أول وثيقة علمانية في
الإسلام (أمضاه محمد بصفته رجل دولة وليس بصفته رسول الله). صُلح جلبَ أكبر نصر دون
حرب "يدخلون في دين الله أفواجا".
4. مواطن روحاني:
لا أرى خلاصًا للبشريةِ في الأنظمةِ القوميةِ ولا اليساريةِ ولا
الليبراليةِ ولا الإسلاميةِ، أراهُ فقط في الاستقامةِ الأخلاقيةِ على المستوى
الفردِيِّ وكُنْ ما شِئتَ (La
spiritualité à l`échelle individuelle).
5. مواطن ناقد:
النقدُ هدّامٌ أو لا يكونْ، أنا لا أقصدُ فرضَ
رأيِي عليكم بالأمثلةِ والبراهينَ بل أدعوكم بكل تواضعٍ إلى مقاربةٍ أخرى، وعلى كل
مقالٍ سيءٍ نردُّ بِمقالٍ جيّدٍ، لا بالعنفِ اللفظيِّ.
إمضائي:
"المثقّفُ هو هدّامُ
القناعاتِ والبداهاتِ العموميةِ" فوكو
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إلى فجر آخر" (جبران)
"وعظتني نفسي فعلمتني أن لا أطرب لمديح ولا أجزع لمذمّة"
(جبران)
"ما فائدةُ الأقنعةِ على الوجوهِ
والعوراتُ عاريةٌ ؟". توفيق بكار
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire