jeudi 7 septembre 2023

غزة 6: نقد سياسة فتح وسياسة حماس بعيون غزّاوية ؟ (عدد سبتمبر 2019)

 

 

1.    حماس:

لُؤَيْ، مناضل حقوقي (26 عام) قال: "حماس احتوت حركة "مسيرة العودة" السلمية على الحدود حتى تُلمّع صورتها وتسترجع شرعيتها التي  فقدت بريقها". لذلك كثيرٌ من الشباب لم يعد متحمسًا للمشاركة في المسيرة التي التي تتكفل حماس بتأطيرها عوض التأطير الجماعي من قِبل كل المنظمات الفلسطينية مثل فتح والشعبية والجهاد الإسلامي. في السنوات الأخيرة، جزء من الغزاويين يلومون على حماس إهمال حاجيات المجتمع وميلها للهيمنة وانغماسها في التشدد الأخلاقي. والدليل، قمعها لحركة الاحتجاج التي انطلقت في مارس الماضي والمسمّاة "بِدْنا نْعيشْ" ضد غلاء الأسعار والظروف المعيشية اليومية القاسية (فكرَتني في تونس بحركة جمعية "عِيشْ تونسي"). حماس اتهمت فتح بتأطير الحركة وضربت المئات من المتظاهرين وأوقفتهم. ثم أضاف: "كيف تطلبون منا مساندة المسيرة وحماس لا تفعل لنا شيئًا سوى مواجهتنا بالقمع البوليسي ؟ بمرارة أقول لها: أنا مستعد للتضحية بساقي، لكن على الأقل من أجل هدفٍ ما وفي المقابل تهتمّوا بنا. عديد الشبان لا يفكرون إلا في الهجرة (نفس المشكل في تونس "الحَرْقة")، لكن المشكل أننا لا نستطيع الخروج.

 

2.    فتح:

هل تملك فتح البديل ؟  لا شيء أكيد ما دامت هي أيضًا، مثل حماس، لم تسترجع شرعيتها وفقدت بريقها في عيون أغلبية الغزاويين وسكان الضفة الغربية. لقد فشلت عملية السلام مع إسرائيل (اتفاقية أوسلو، 1994): انتشر الاستيطان اليهودي وتوسّع. التنسيق الأمني بين شرطة السلطة وجيش العدوّ، رُفِض بكثافة. زِدْ على ذلك تفشّي الفساد في المؤسسات عندما كانت فتح تحكم غزة، مما أجج الأحقاد لصالح حماس المعتبرة أنظف. فتحي صباح قال: "وضعُنا السابق تحت فتح لم يكن أفضل".

عباس لا يحرّك ساكنًا ضد المستوطنات اليهودية، لا يحارب العدوّ الخارجي ولا حتى الفساد الداخلي، لا يدافع عن القدس، ولا يفعل شيئًا سوى إلقاء الخطابات في منبر الأمم المتحدة. حماس وفتح، مرفوضتان بالجملة وعددٌ متزايدٌ من الفلسطينيين في غزة والضفة ينادون بتغييرات سياسية جذرية ويطالبون بتجديدٍ جِيلِيٍّ (un renouvellement générationnel).

 

مقالات من وحي جريدتي المفضّلة "لوموند ديبلوماتيك" (النسخة الفرنسية 2019-2023)

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire