dimanche 24 septembre 2023

هل يأتي يومٌ ! ترجمة وتأثيث مواطن العالَم

 

 

هل يأتي يومٌ ونبني فيه بين الناس نوعًا جديدًا من التضامن العابر للقارّات وليس صواريخ عابرة للقارّات. تضامن عالمي مركّب شفاف لطيف رقيق معقلن وناضج ؟ تضامن مستقل عن كل الديانات دون أن يكون معاديًا لها أو متجاهلاً لحاجة الناس للغيبيات كحاجته للماديات. تضامن متعالٍ على مفاهيم الأمة والعِرق والطائفة والطبقة والمذهب دون أن يلغي التنوّع الثقافي الموجود فيها جميعًا. تضامن قادر على تجميع البشر لمواجهة الخطر الذي يترصّدهم دون تمييز ودون الوقوع في الخطاب التهويلي للكارثة. تضامن لا يسقط في أوهام الشيوعية ولا يُوَظَّف لخدمة جشع الرأسمالية.

في هذه اللحظة بالذات، لا أرى لهذا التضامن بشائرَ !

إضافتي: بل أنا أرى هيمنةً للجانب الأناني على الجانب التضامني، هيمنةً نتوارثها في جيناتنا جيلاً بعد جيلٍ رغمًا عن إرادتنا ويبدو لي أن لا خلاصَ لنا إلا بالتربية. التربية التي تدرّب الإنسان على تغليب الجانب التضامني على الجانب الأناني. لكن للأسف فالتربية صفة نكتسبها ولا نرثها ولا نورّثها. قَدَرُنا إذن أضحَى كقَدَرِ سيزيف: الأنانية نرثها آليًّا في الجينات والتربية نكتسبها إراديًّا بالمعانات لذلك ترانا نُعيد الكرّة مع كل مولود جديد وهكذا دواليك إلى أن يرث الله الأرضَ وما عليها.

 

Source d’inspiration : le dérèglement du monde, Amin Maalouf, éd. Grasset & Fasquelle, Paris 2009, prix : 7,9 , 315 pages.

 

إمضائي:

أعترف أن لا هدف لي مسبقًا ومحدّدًا من وراء الكتابة والنشر سوى المتعة الفكرية في فترة التقاعد وتحلية مرارة انتظار الأجل كما قال الفيلسوف أبو نواس.

"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" (جبران خليل جبران)

 

تاريخ أول نشر على صفحتي الفيسبوكية: حمام الشط في 24 سبتمبر 2023.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire