jeudi 7 septembre 2023

الغربيون والمسلمون: مقاربتان اثنتان صحيحتان وخاطئتان في آن. تأليف أمين معلوف، ترجمة وتأثيث مواطن العالَم

 

 

1.     المقاربة الأولى تدّعي أن "بربرية العالم الإسلامي" هي أكبر كارثة أصابت عالمنا اليوم. والدليل على وجاهة هذا الطرح هو نظام صدام حسين في العراق: طاغية دموي حكم شعبه بالترعيب والترهيب لمدة ثلث قرن. بدد مداخيله الهائلة المتأتية من ثرواته النفطية في شراء الأسلحة. غزا بلدًا مجاورًا، الكويت. ضرب الأكراد العراقيين بالطائرات. تحدّى القوى الغربية العظمى. أكثرَ من الخطب الحماسية المنمقة والمشحونة عاطفة تحت تصفيق الجماهير العربية قبل أن ينفضح كذبه وينهزم دون أن يخوض ولو معركة صغيرة واحدة ضد الغزاة الغربيين المسنودين بجيوش عربية شقيقة (مصر وسوريا الصمود والتصدى).

سقط صدام فعمّت البلاد فوضى عارمة لم يعش مثلها العراق طوال تاريخه القديم والحديث وبدأت الطوائف الدينية والعرقية تتقاتل بشراسة وكأن المشهد العبثي يقول: "انظروا، ألم نقل لكم أن العرب همج بطبيعتهم وهم شعوب بربرية لا تستحق الديمقراطية ؟".

2.     المقاربة الثانية تدّعي أن " بربرية العالم الغربي" (Maalouf l'a appelé "cynisme de l'Occident") هي أكبر كارثة أصابت عالمنا اليوم. والدليل على وجاهة هذا الطرح هو سلوك الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين: كمقدمة، ضربوا حصارًا اقتصاديًّا حول العراق تسبب في وفاة مئات الملايين من الأطفال الملائكة دون أن يُحرَم الديكتاتور من سجائره الكوبية الفاخرة. غزوا العراق تحت أعذار واهية ضاربين عرض الحائط بقرارات الشرعية الدولية يدفعهم لذلك -على الأقل جزئيًّا- طمعهم في الاستيلاء على الثروات النفطية. منذ حَلَّ الأمريكان حُلَّ الجيش العراقي بسرعة عجيبة ومعه تفككت الدولة. ازدهرت النعرات الطائفية والعرقية بمساندة أمريكية للسنة على الشيعة وللأكراد على العرب. انكسرت الديمقراطية الأمريكية في سجن "أبو غريب" وفُضِحت تجاوزاتها بالصوت والصورة. تجاوزات بقيت دون حساب ودون عقاب، يُضاف لها سوء الإدارة وسرقة الآثار والتحف من قِبل الجنود الأمريكان "المنقذون-الغاصبون". موت صدام بتلك الطريقة البربرية وفي يوم الاحتفال بعيد الأضحى، فِعلٌ إجراميٌّ كشف وبصفة جلية الوجه الحقيقي البشع للديمقراطية الغربية وحلفائها المحليين.

 

Source d’inspiration : le dérèglement du monde, Amin Maalouf, éd. Grasset & Fasquelle, Paris 2009, prix : 7,9 , 315 pages.

 

إمضائي:

أعترف أن لا هدف لي مسبقًا ومحدّدًا من وراء الكتابة والنشر سوى المتعة الفكرية في فترة التقاعد وتحلية مرارة انتظار الأجل كما قال الفيلسوف أبو نواس.

"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" (جبران خليل جبران)

 

تاريخ أول نشر على صفحتي الفيسبوكية: حمام الشط في 8 سبتمبر 2023.

 

 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire