"نمط حياة" (Style de vie) فُرِضَ علينا، نحن التونسيون،
من قِبل الاستعمار الفرنسي، الدوائر المالية العالمية العليا (FMI, BM, BCE, etc)، البنوك المحلية، صُنّاع
الموضة، مهندسي الماركيتينڤ، تجار حقوق الإنسان، المنظمات غير الحكومية الأجنبية
وممثليها المحليين المرتزقة (ما فمّاش ڤطوس يصطاد لربي)، مستوردي الإيديولوجيات،
لائكيِّ فرنسا منبتِّي الهوية حداثيِّ الهانة ورڤود الجبّانة، إلخ.
نمطٌ، قمةٌ في السلعنة،
سلعنةُ المرأة والتقاليد والقيم، سلعنةٌ توظِّفُ نوعًا من العلوم والجمالية (Esthétisation)، جمالية تدّعي تعويضَ كل ما هو طبيعيٍّ
ومحسوسٍ في الحياة بما هو مُصنّعٌ وافتراضيٌّ، تكتيكٌ جهنّميٌّ مُبيّتٌ يُنسيك
الطبيعة وجمالها، يُنسيك حتى أهلك وناسك وأصلك ودينك ولغتك وتاريخك وهويتك، يستلبك
حتى النخاع. تكتيكٌ، لا غاية له إلا الربح السريع ولا
وسيلة إلا الاستغلال الفاحش. تكتيكٌ، يشرِّكك في إفلاس نفسِك بنفسِك ! تكتيكٌ، عوّدنا على
"حاضرٍ دون حضورِ" لواقعٍ معدَّلٍ جينيًّا، حيث لا يوجد شيء لم تطله،
وبصفةٍ لا رجعة فيها، آفات الكذب والتزويق والغِش والتلوّث والفساد.
هذا هو البرنامج
المشترَك الذي يحاول فلاسفة أذكياء خبثاء عديمو الأخلاق والضمير، مرتزقةُ الماركات
العالمية المشهورة، يحاولون أنسنته وعَلمنَته وتجميله وتسويقه لنا تحت يافطة
برّاقة كذّابة، كُتِبَ عليها مفهومٌ اسمُه
"نمط حياة عقلاني تقدّمي حداثي" الذي أصبح قيمةً مضافةً (Valeur ajoutée)، أصبحوا يحاولون
إذلالَنا وإجبارَنا على الرضوخِ والانصياعِ والاستِلابِ والتبعيةِ والعبوديةِ.
هل يوجدُ في آخر النفقِ
بصيصٌ من الأملِ ؟
مقاومةُ هذا النمط
وأصحابه والداعين إليه في بلادنا، هدفٌ ليس مستحيلا، وذلك عن طريق الرجوع الواعي
للطبيعة النظيفة البريئة الحرة: نظامنا الغذائي المتوسطي، صلة رحمنا، هندسة
بنائنا، فلاحتنا التقليدية البيولوجية بطبعها، قِيمنا السمحة، احترامنا للمرأةِ
ولمن هو أكبر منا سنًّا وقدْرًا، إلخ.
خاتمة شخصية:
"الحلم الذي لم يتحقق، هو حلم قابلٌ للتحقيق" (الأناركي جوزيف ديجاك،
2016).
المصدر:
Le Monde diplomatique, août 2018, p. 28, extrait de l`article: «Beauté
toujours en instance» par Annie Brun, écrivaine.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire