dimanche 9 juin 2024

حوارٌ بين يساريٍّ جالسٍ على الربوةِ ويساريٍّ ناشطٍ على الميدانِ ؟

 


 LeCritique & le Militant

الناشطُ: سكنتَ برجك العاجي مرتاحًا وجلستَ على الربوةِ تَنظُرُ وتُنظّرُ.

الجالِسُ: هل تعرفُ أن الصعودَ إلى الربوةِ يسبِقُ الجلوسَ عليها. أو تظن أن تسلُّقَ الجبالِ سهلٌ ؟ هل زرتَ الربوةَ مرةَ واحدةً في حياتِكَ ؟ أتتصورها ربوةً من حجرٍ وتراب ؟

الناشطُ: وهل تتفلسفُ في هذه أيضًا ؟ طبعًا هي جبلٌ صغيرٌ من حجرٍ وتراب يعلو قليلا فوق سطح الأرض ! وما عساها تكون غير ذلك ؟

الجالسُ: صحيحٌ هي عالية ولذلك تمنحُ الجالسَ عليها نظرةً شاملةً ورؤيا متعددة الزوايا

Une vue panoramique et une approche systémique.

الناشطُ: لو أردتُها لصعدتُها قبلك.

الجالسُ: لو ارتقيتَ لما نزلتَ.

الناشطُ: أنا اسمي ناشطٌ وأستطيع أن أتسلقُها في دقائق وأهبطُ منها في ثوانٍ.

الجالسُ: تمهّل يا ابني وتريّث وأنصِت: رَبْوَتِي ليست من حَجَرٍ وترابْ، رَبْوَتِي مصنوعةٌ من كتابٍ وألف كتابْ، وفي كل خطوة ينفتح أمامك حجابْ، وينغلق وراءك حجابْ، ويتطلّبُ صعودها صبرُ سيزيف وحكمة سقراط. هلاّ فهمتَ الآن أن الجلوسَ فوقها ثوابٌ في ثوابْ ؟

الناشطُ: أنتَ كسولٌ وجبانْ وجلوسكَ على الربوةِ لن يُغيّرَ مجرَى الوديانْ.

الجالسُ: عرفتُ الآن أنني أحاوِرُ الطرشانْ. أنا يا أخي عذرتكَ في جهلك بأنك جاهلٌ وأنتَ لم تعذرني في عِلمي بأنني جاهلٌ. قبِلتُكَ على عِلاتِك وهِنّاتِك واحترمتُ دورَكَ رغم محدوديتِه وأنتَ ما زلتَ تُصرُّ على شتمِي ونبذي ونفيِي وإقصائي. أودّعكَ على أملِ اللقاءِ بكَ فوقَ الربوةِ ولو أنه أملٌ ضعيفٌ جدًّا وأسِرُّ إليكَ وأقول: "أنت الطبيعةُ وأنا الثقافةُ والمفروض أن الاثنين متكاملان متلازمان ودومًا يتفاعلان. لكَ دورٌ ولي دورٌ ودَورانا، أنا وأنت، متكاملان متلازمان ودومًا يتفاعلان. أنتَ عيْنٌ وأنا نظّاراتُها، أرجوكَ لا تكسِرْنِي فتندم. قد تحتاجنِي يوم يعمُّ الضباب ولا ترى السُّبُلَ، عندئذٍ ادعونِي أستجبْ لك إن شاء الله، ولا تَغبْ عنّي كثيرًا أخافُ عليكَ في الطريقِ من الرَّمَدِ ومن الحَجَرِ يا حَجَرِيٌّ. تِسْلَمْلِي عيونَكْ !

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire