المصدر
كتاب "نقد النص"، علي حرب، المركز
الثقافي العربي، الطبعة الثانية، 1995، الدار البيضاء، 285 صفحة. استعرته من
المكتبة العمومية بحمام الشط.
نص علي حرب صفحة 144:
ولعل هذا ما يفسر لنا ذلك السقوط المدوي للماركسية
-وليس للنص الماركسي- بكل مذاهبها وشيعها، وذلك الانهيار المريع للأنظمة التي حكمت
باسمها. فالماركسية لم تسقط لأنها مادية تاريخية واقعية جدلية. بل على العكس من
ذلك: إنها سقطت لأنها مثالية لاهوتية غيبية طوباوية. سقطت لأنها فقدت تاريخيتها
وانغلقت على ذاتها وحجبت إرادة الحقيقة لصالح إرادة العقيدة والسلطة. ولا يغير من
الأمر ما يقوله المدافعون عنها. ذلك أنه لا يهمنا ما يقوله صاحب الخطاب ويصرح به،
بل يهمنا ما لا يقوله ويبني عليه قوله. فالماركسيون يصرحون بأنهم ماديون تاريخيون
جدليون ثوريون... ولكن منطق خطابهم وأجهزتهم المفهومية وطريقة تعاملهم مع الأفكار
والنصوص ونظرتهم إلى المراجع والأصول، كل ذلك يقول لنا بأنهم على الضد، تقليديون،
دوغمائيون، امبرياليون، مثاليون، والمثالية هي صفة كل فلسفة على كل حال. ذلك أن
الفلسفة هي تعامُل مع
المفاهيم والأفكار. (...) والماركسية تداعت بسبب ذلك، أي لأنها تعالت على الواقع
وأمست ضد التاريخ. لأنه لا يصمد في النهاية إلا القوي القادر على التجدد، ولا يبقى
إلا المتفتح المزدهر، المنخرط في التاريخ والواقع.
إمضائي المحيّن:
قال علي حرب: "الحقيقة أن الفلسفة لا
تعدو كونها تجربة إنسانية فريدة، تحقيقا لحلم شخصي".
"الإنسان لا يقع خارج التاريخ بل
داخله. ولا يتعالى عليه بل ينخرط فيه. من هنا قلما تصح النبوءات والتكهنات".
قال جان بول سارتر: "يجب ألا نشعر
بالخجل عندما نطلب القمر".
قال
أنشتاين: "لا تُحَلّ المشاكل باستعمال نفس أنماط التفكير التي أنتجتها".
قال جبران
خليل جبران: "وعظتني نفسي فعلمتني أن لا أطرب لمديح ولا أجزع لمذمّة".
قال مواطن العالَم: "يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه ويثقوا في خطابه أما أنا -واقتداءً
بالمنهج العلمي- أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات وأنتظر منهم النقد
المفيد"، "لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين
بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى"،
"على كل مقال يصدر عَنِّي قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد،
لا بالعنف اللفظي"، "عندما تنقد إيديولوجية في حضور صديقك تُطلعه على
جزء من فكرك. فإن كانت الإيديولوجية المنقودة غير إيديولوجيته شجعك وشكرك. وإن
كانت المنقودة إيديولوجيته تجاهلك واحتقرك"، "ألا ليتني كنت ذاتا لا
تنشر، ولا تكتب، فألَمُ التغريد خارج السرب أمرّ من ألَمِ الصمت"، "نفسي
مثقلة بالأحلام فهل بين القُرّاء مَن يشاركني حلمي ويخفّف عني حملي ؟"،
"لا يوجد دينٌ محصَّنٌ من الضلال الفردي ولا دينٌ ينفرد بالتقوى".
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire