mercredi 19 juin 2024

مشروعٌ واعدٌ، قد يبدو لقابِرِي الأحلامِ مشروعًا طوباويًّا !

 

 

مشروعٌ واعدٌ أو تسويةٌ تاريخيّةٌ (Un compromis historique) أو فرصةٌ ذهبيةٌ رُمِيت في مزبلة التاريخ، مشروعٌ يتمثل في التأليف بين الإيديولوجيات المتناقضة (الرأسمالية والشيوعية). طُرِح في إيطاليا السبعينيات بين الحزب الشيوعي (أنريكو برلنڤير) والحزب الديمقراطي المسيحي (ألدو مورو)، لم يُعجب القيادة السوفياتية ففشل وقُبِرَ في روما مع مورو في الصندوق الخلفي لسيارة يوم 16 مارس 1978. اغتالته منظمة شيوعية إرهابية تُدعَى "الألوية الحمراء" (عن أمين معلوف).

من الرأسمالية نأخذ الحرية والديمقراطية، ومن الشيوعية العدالة الاجتماعية.  الدعوة للوفاق لم تكن فخًّا منصوبًا للشيوعية، بل على عكس ذلك بالضبط، كانت لها المنفذ الأخير للنجاة من الفخ القاتل الذي بدأ يضغط عليها منذ الانتفاضة المجرية سنة 1956، ثم ربيع براغ سنة 1968، ثم غزو أفغانستان سنة 1979. قتلها هذا الفخ سنة 1989 ودُفِنت الشيوعية تحت أنقاض جدار برلين (المصدر: أمين معلوف، غرق الحضارات، ڤراسّي، 2019).

في تونس، ماذا يمنعنا من التأليف بين مشاريع مختلفة: القوميون واليساريون والإسلاميين والدساترة ؟  "مِن ذا أتومٌ ومن ذاك أتومان": حرية + ديمقراطية + عروبة + عدالة اجتماعية + محافظة دينية. وأعترف للقارئ الكريم أنني أعتبر نفسي اليومَ مواطنا تونسيا مسلما يساريا محافظا وحرا ديمقراطيا وعروبيا ومؤمنا بالعدالة الاجتماعية في آن واحد ولا أرى في ذلك تناقضًا.

 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire