كل الحضارات -دون استثناء- مارستْ العبودية والعنصرية وكراهية الأجانب من البابلية (قانون حمورابي يقنن العبودية)، إلى الفرعونية، إلى الإغريقية (أرسطو كان يرى العبودية أمرًا طبيعيًّا)، إلى القرطاجنية، إلى الصينية، إلى الهندية (les intouchables)، إلى الحضارات التوحيدية الثلاث (جميعها لطّفت العبودية وشجّعت على تحرير العبيد لكنها لم تلغِ العبودية بل شرعنتها دينيًّا)، إلى الإفريقية (السود كانوا يستعبدون السود من بني جلدتهم)، إلى الرأسمالية (ازدهار تجارة السود في أمريكا الشمالية والجنوبية)، إلى الشيوعية (استعباد المعارضين السياسيين في معسكرات الاعتقال في الڤولاڤ في سيبيريا)، إلى الأخيرة والأخطر، أعني بها الحركة الصهيونية (تمييز عنصري ضد الفلسطينيين وإبادة جماعية للبشر والبيوت في غزة 2024).
مرّت خمسون
عامًا على تاريخ صدور "الإعلان العالمي لحقوق الإنسان" وما زالت
العبودية تُمارَسُ بأشكال مختلفة ومقنّعة:
-
التشغيل ألقسري لملايين الأطفال في البلدان
المأهولة والفقيرة مثل الباكستان وبنڤلاداش.
-
كراء أو بيع البنات الصغيرات الفقيرات
القادمات من دول الجنوب وإجبارهن على العمل السري أو البغاء السري: يوجد اليوم
حوالي 40 ألف امرأة إفريقية يمارسن البغاء
السري في البلدان الأوروبية تحت سيطرة عصابات متعددة الجنسيات وآلاف الخادمات
الفيليبينيات يشتغلن في بيوت أثرياء الخليج ولبنان في ظروف أقل ما يُقال عنها أنها
مهينة للكرامة البشرية وفي بعض الأحيان يتعرضن للاغتصاب وعادة ما لا يُعاقب الجاني
حتى ولو اشتكته الضحية.
-
كراء أرحام نساء الجنوب الفقيرات لحمل أولاد أغنياء
الشمال بمقابل زهيد.
المصدر:
Manière de Voir (Le Monde diplomatique),
juin-juillet 2024.
تاريخ أول نشر
على الفيسبوك: حمام الشط في 14 جوان 2024.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire