حقوق الإنسان هي في الواقع حقوق عضو المجتمع
البورجوازي، أي الإنسان الأناني، وهي "أيديولوجيا" في خدمة الهيمنة
الطبقية، وتعبير على حالة الاغتراب (aliénation) التي يعيشها
المجتمع، بين "الإنسان" و"المواطن".
لستُ ماركسيًّا لكنني أوافق ماركس في نقده
لمنظومة "حقوق الإنسان" كما يراها الغرب. تتمثل منظومة "حقوق
الإنسان" في حرية الملكية الخاصة (مائة عائلة في تونس تملك الأهم والبقية
أجراء أو معطلين عن العمل أو فقراء مَعدَمون)، وحرية التعبير (حفنة من
الكرونيكورات المرتزقة التافهين يحتلون المنابر الإعلامية والبقية لا منبر لهم غير
الفيسبوك والمرسوم 54)، وحرية النشر (دور النشر يملكها الأغنياء)، وحرية التنقل
(للمهمّشين الحَرقة في قوارب الموت وللبورجوازية الكبيرة والصغيرة السيارات
المكيّفة واليخوت الفخمة والبواخر والطائرات)، وحرية التنظّم (قيادة الأحزاب
يستأثر بها ويحتكرها أصحاب المال السياسي)، وحرية الانتخاب (تُباع وتُشترى أصوات
الفقراء برطل مقرونة وحكّة طماطم وجرّاية "موس")، وحرية المعتقد
(للمثقفين المترَفين فقط)، إلخ. المفارقة أن شيوعيينا اخترقوا "منظمة الدفاع
عن حقوق الإنسان التونسية" منذ عقود من الزمن وباضوا فيها وفرّخوا. للأسف
الشديد، يبدو أن ماركسيينا هجروا ساحات النضال الخشن (المصانع والحقول) وعششوا في
صالونات النضال الناعم (فضاءات النزُل خمس نجوم)، و"سلّملي" على ماركس.
سنة 1989، كان لدي خيار بين دين أهلي
والماركسية فاخترت دين أهلي احترامًا لهم ولنفسي. أمي كانت تحبني ولم تكن تعرف
الماركسية.
تراث اليسار العالمي تراثي وتراث الحضارة
الإسلامية تراثي ولا أرى تناقضًا بين التراثَين بل أرى تناغمًا روحيًّا بين
الاثنين:
Et c’est ce qu’on appelle indigénisation.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire