mercredi 5 juin 2024

روابط حقوق الإنسان في العالَم: مكسبٌ أم ماكياج لواقع يسود فيه "غياب حقوق الإنسان" ؟ نص ميشال أونفري. تعريب مواطن العالَم، مؤمنٌ بحقوق الإنسان وضحيةٌ لِـحقوق الإنسان الغربية الرأسمالية

 

 

"انتفاضة ماي 68 في فرنسا فتحت البابَ على مصراعيه لِـعولمة الرأسمالية الليبرالية وتحرير السوق من كل الضوابط الاجتماعية. ومن أجل تبليعِنا هذه الحربوشة المُرة وُظِّفت فلسفة الأنسنة (L`humanisme) وإيديولوجيا حقوق الإنسان اللتان استُعمِلتا كأدوات إيديولوجية 

(Des adjuvants idéologiques

لتأبيد الفقر وتجميل استغلال المؤجّر ومحاولة تجبير "الكسر المتكرر لظهر الأجير".

انتشار البؤس ( misère) بكل أشكاله المُزرِية والمتعددة وتفشّيه في جميع بلدان العالم (الفقيرة منها والغنية، في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها يعيش أربعون مليون ساكن تحت خط الفقر)، وارتفاع منسوب الاستلاب (L`aliénation)، وغياب قوانين المنافسة الحرة النزيهة والشفافة: ثلاثة أدواء لم تجد لها علاجًأ لدى مُشعوذي حقوق الإنسان سوى الصدقة المنظمة بشفقة وإذلال وإهانة وسخرية ودعاية مُمَسرَحة سخيفة. ولِـتبريرِ الفقرِ أخلاقيًّا وتغطيةً لـعجزِهم عن تحقيق العدالة الاجتماعية الفعلية، التجأ أنصار الأنسنة - فرسان حقوق الإنسان وتُجار الأوهام ومرتزقتهم المثقفون الانتهازيون- إلى مَكيجة وجه الاستغلال الرأسمالي البشع المُرعِب وستر تشوهاته وتجميله وإخراجِه في شكل  "مؤسسات خيرية خادعة ومُخادِعة" مثل جمعيات  المتطوعين ومهرجانات التبرع المشهدي عبر الحفلات البورجوازية الخيرية وعبر التلفزة (Le téléthon). وكل ما بدا الفقرُ للأغنياء قابلا للاحتمال من قِبل الفقراء بل ودينيًّا مستحبًّا، تكفيرًا عن الخطيئة الأصلية (Le péché originel)، كل ما بدت إزالته للفقراء صعبة بل مستحيلة وغير وارِدٍ التفكير فيها".

تعليق مواطن العالَم:

-       الغربُ المسيحي بِـتاريخه الاستعماري الأظلم ومحاكم تفتيشه الدينية القروسطية ونازيته وفاشيته وستالينيته: ألا يخجل من نفسه عندما يَسِمُ ديننا وحضارتَنا بالتطرف والعنف والبربرية ؟

-       منذ حرب الخليج الأولى، قتل الغربُ قرابة أربعة ملايين مسلم (تصريح لميشال أونفري): ألا يُفكر قليلا قبل أن يعتبر كل المسلمين إرهابيين محتمَلين ؟

-       أمريكا التي حاصرت العراق اقتصاديًّا وتسببت بصفة واعية ومباشرة في قتل مليون طفل عراقي: ألا يستحِي رئيسها الحالي من نفسه عندما يَحرِم المسلمين من دخول بلاده بعنوان حمايتها من عنفنا ؟

-       فرنسا حطمت ليبيا بقنابل طائراتها في ظرف أسبوع أو أسبوعين: ألا تحق اللعنة على حكامها من ديڤول إلى ساركوزي ؟

-       الغربُ المؤسسُ لـدولة إسرائيل العنصرية والداعِم لسياستها الاستيطانية والمُسلِّح لجيشها الغاصِب والراعي السخي والمساند المتحمس لِـصلفِها وعنجهيتها وبربريتها وتوحشها وعدوانيتها المجانية طيلة 69 سنة: ألا يتحرّج من تصنيف "حماس" منظمة إرهابية ؟

خاتمة:

وإذا أتتك مذمتي من ناقِصٍ (الغرب المسيحي) فهي الشهادة بأنه (الغرب المسيحي)، ليس ناقصًا فقط بل وقحٌ وقليلُ تربيةٍ وعديمُ الذوقٍ !

حمام الشط، الاثنين 3 أفريل 2017.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire