vendredi 14 juin 2024

ماذا قدّمتْ التجربة الشيوعية في وجهها القبيح ؟ ترجمة وإضافة أطول من الأصل، مواطن العالَم

 

 

هل قدّمت التجربة الشيوعية منوالا تنمويا، يجدُر بنا، نحن العرب المسلمون، أن نقتدي به ؟

المصدر:

Le Monde diplomatique (Supplément), n°739-62è année, octobre 2015, pages I et IV. Des très courts extraits sélectionnés de l`article : «Réflexions sur le progrès. Un si long silence»  par Ashis Nandy, Sociologue et politiste indien.

هذا ما قدمته لنا التجربة الشيوعية في وجهها القبيح، أعني التجربة الشيوعية أو الاشتراكية التي طُبّقت ولا زالت تُطبّق في البلدان المختلفة عرقيا (أوروبا وأمريكا الجنوبية والصين والعالَم العربي وإفريقيا، إلخ) ودينيا (المسيحية والبوذية والإسلام، إلخ):

-         التجربة الشيوعية في وجهها القبيح قدّمت لنا منوالا تنمويا فوقيا -حسب رأيي المحدود جدا- لا مستقبل له في مجتمعاتنا العربية المسلمة على الأقل على المدى القريب والمتوسط، منوالٌ متوحِّشٌ مدمِّرٌ للبيئة ومنذِرٌ بمستقبل غير واعدٍ للأجيال القادمة،  منوالٌ قابِرٌ لآمال مليارات العمال الفقراء في تحقيق عدالة اجتماعية على الأرض، منوالٌ معادي لعُكاز الإسلام المُريح الذي يتكئ عليه العامل العربي المسلم الفقير المقموع المظلوم المضطهد والمهمّش دون أن تعوضه الشيوعية بعكازٍ أفضل.

-         التجربة الشيوعية في وجهها القبيح قدّمت لنا ديكتاتورية الحزب الواحد (الحزب الشيوعي الأوحد) وسَمّتها  ديكتاتورية البروليتاريا منتحلة ظلما وبهتانا صفة طبقة العمال بأكملها. ديكتاتورية اكتوى بنارها جميع عمال العالم بصفة مباشرة (عمال الدول الشيوعية أو الاشتراكية) وبصفة غير مباشرة (عمال الدول غير الشيوعية أو غير الاشتراكية وذلك بتشويه حلمهم بتحقيق الحرية والانعتاق والعدالة الاجتماعية عن طريق الشيوعية أو الاشتراكية). دفعَ عمال الدول الشيوعية الثمن غاليا خاصة ذوي سوء الطالع منهم الذين عاشوا تحت إرهاب النظام الستاليني في الاتحاد السوفياتي السابق (حسب الإعلام الغربي المتواتر: فُقِد في عهد ستالين،  "أب الشعوب"، قرابة 20 مليون بشر بين شهيد حرب تحرير ضد النازية وشهيد رأي وشهيد ترحيل قسري وشهيد سجن الڤولاڤ في سيبيريا وشهيد مجاعة) وإرهاب النظام الماوي في الصين (حسب الإعلام الغربي المتواتر: فُقِد في عهد ماو قرابة 50 مليون بشر بين شهيد حرب تحرير ضد اليابان وشهيد رأي وشهيد ترحيل قسري وشهيد سجن وشهيد مجاعة وشهيد ثورة تجهيلية سُمّيت إيديولوجيا "الثورة الثقافية الصينية"). ولن أبخس النظام الشيوعي السابق في كمبوديا نصيبه من النقد الساخط، نظام "الخمير الحمر" بقيادة الدكتاتور السفّاح "بول بوت" الذي أباد 1،7 مليون مواطن بروليتاري بريء أي خُمس سكان  كمبوديا بين سنة 1975 و1979.

 رَفعًا لكل لَبس: أنا أحترم أصدقائي الستاليين التونسيين، صدقا وليس مجاملة، أحترمهم كأشخاص ولا أشك لحظة في نواياهم الحسنة ولا في شعاراتهم النبيلة حتى ولو كانت مرجعيتها ستالينية لكنني لم ولن أبارك مشروعهم السياسي الذي يناضلون بنيّة طيبة من أجل تحقيقه في مجتمع ذي أغلبية مسلمة ولست مؤهلا نظريا للحكم لهم أو عليهم أو محاسبتهم على خطاب خالٍ من التطبيق وربما يكون الحظ حليفهم عكس ما وقع لمعلمهم ولعلّ الصواب يكون من نصيبهم.

-         التجربة الشيوعية في وجهها القبيح قدّمت لنا كارثة بيئية مثل حادث المُفاعل النووي في محطة تشرنوبل بالقرب من مدينة "بريبيات" الكائنة بدولة أوكرانيا الحالية في 26 مارس 1986 الذي لوّث بالإشعاع النووي أجسام مئات الآلاف من العمال السوفيات الفقراء الأبرياء مواطني الاتحاد السوفياتي السابق نفسه.

-         التجربة الشيوعية في وجهها القبيح قدّمت لنا نموذجا لم يصمد أمام غريمتها التجربة الرأسمالية (كان يسميها ماو "نَمِرٌ مِنْ وَرَقْ") وسقط بالضربة الرأسمالية القاضية وفي مثل هذه الحالة ينقلب الضدُّ إلى ضدِّه ويقتدي المغلوب بالغالب: ها نحن نرى "صِين" اليوم أصبحت دولة برأسين، دولة شيوعية تسعى، ويا لخيبة المسعى، تسعى وبخطى حثيثة نحو مستقبل معلوم يشبه كثيرا حاضر المجتمعات الغربية الرأسمالية بمساوئه ومحاسنه. "وِينْ الحلم الشيوعي، وِينْ ؟".

-         التجربة الشيوعية في وجهها القبيح ورّثت الماركسيين العرب عَلمانية عَرجاء، أي عَلمانية مُعادية للدين عموما وللإسلام خصوصا، "عَلمانية شيوعية" غير عَلمانية، عَلمانية أكسبتهم عائقا معرفيا أعماهم على استنباط منوال تنمية يتماهى مع مجتمعاتهم المسلمة وخلطوا بين الدين والتديّن وتجاهلوا المقولة الفلسفية التالية: "لو فرضنا جدلا أن الله غير موجود، فالمؤمنون بالله موجودون أحياءٌ يُرزقون". هم العمال الذين يدّعي الماركسيون العرب التكلّم باسمهم والدفاع على مصلحتهم الطبقية و تناسوا أن المثقفين الماركسيين العرب ينتمون إلى طبقة غير طبقة البروليتاريا، طبقة البورجوازية الصغيرة التي قال فيها ماركس أشنع مما قاله مالك في الخمر وتجاهلوا رأي ماركس في الدين: "الدين صرخة المظلوم وصوتُ مَن لا صوتَ له وقلب عالم بلا قلب وروح عالم بلا روح". وماذا يريد أن يفعل الماركسيون العرب ؟ يريدون سحب عكّاز المسلم دون أن يوفِّروا له عكّازا أفضل !

-         لم تكتف التجربة الشيوعية في وجهها القبيح باستعباد العمال لخدمة رأسمالية الدولة الشيوعية وتدنيس مفهوم "الاشتراكية" كـآخر أملٍ للعمال والأجيال القادمة في العيش الكريم والخلاص الأخير من الاستِلاب الطبقي المَقيت.

خَفَتَ نورُ قرن الماركسية (القرن 19 الألماني) بعد موت ماركس. جاء بعده المثقف لينين وجعل الديمقراطية تمشي على رأسها على حد تعبير شهيدة الحرية، المعاصرة والناقدة الشجاعة للزعيم التاريخي الجذاب، الفيلسوفة الماركسية الألمانية الرائعة روزا لوكسمبور. وللأسف الشديد خلفه المتزمِّتان ماو وستالين ودفنا الأمل الماركسي الواعد بالحرية والمساواة لكل البشر وتركوا كل عمال العالَم بلا حلم.

NB: L'expression "centralisme démocratique" qualifie un mode d'organisation d'un parti politique ou d'un syndicat dans lequel les délégués nationaux sont élus démocratiquement, mais où les décisions prises lors d'un Congrès doivent être appliquées par tous. Il existe une liberté de débat en interne (démocratie), mais une forte discipline en externe (centralisme), gage d'efficacité. Internet

خلاصة القول: الشيوعية "كان صَرحًا فهوي" على حد صوت أم كلثوم الرائع، حُلمًا تلاشى بمَعاوِل الشيوعيين أنفسهم.

طرح إشكالية أخلاقية: هل نستطيع أن نقول اليوم ودون خجل: "شيوعي تقدمي في مجتمع ذو أغلبية مسلمة" ؟

أمَلِي كبير -كيَساري غير ماركسي- في النموذج الاشتراكي-الديمقراطي المطبّق حاليا في الدول الأسكندنافية (مثل فنلندا والنرويج والسويد والدنمرك)، النموذج الذي حقق أفضل نسبة من العدالة الاجتماعية في العالَم، العدالة البشرية التي أنشدُها للعالَمين عموما ولأبناء وطني في العالَم العربي-الإسلامي خصوصا.

يا يسار العرب يا مِلح البَلدْ ...... هل يصلح البَلدْ إذا الملح فَسدْ ؟ (بيت شعر مشهور معدّل)

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire