"الدين أفيون الشعوب"، مقولة مشهورة، أكيد قالها ماركس، قالها ولم يكن يقصد التسلية عن الأهم أو الإساءة للدين على عكس ما فهمها أغلب مريديه من الماركسيين العرب. لذلك وجب علينا التذكير بجملة ماركس وهذا نصها كاملاً غير مبتورٍ: "المحنة الدينية (أي الإحساس بالضياع والوحدة والعجز الذي نشعر به أمام الفقر والخطر والمرض) هي وفي نفس الوقت تعبيرةٌ عن محنة حقيقية وعن احتجاج ضد هذه المحنة نفسها. الدين زفرة المظلوم، هو قلب عالَم بلا قلب، هو روح عالَم بلا روح. الدين أفيون الشعوب".
حسب وجهة
نظر ماركس، يجب هدمُ هذه "السعادة الوهمية" حتى يشرع الناس في بناء
سعادة حقيقية، مما يجعلنا نتأمّل في العِبرة من الحدث التاريخي التالي: عندما تبين
أن السعادة الموعودة من قِبل الحكّام، شيوعيين ورأسماليين وإسلاميين، هي أيضًا
أفيونًا، رجع الناس إلى أفيونهم الغيبي اللذيذ والمريح والمعتاد أي رجعوا إلى
الدين. أبلَغُ مثال يؤكد وجاهة هذا التحليل الأخير: عندما تفككتْ دولة الاتحاد
السوفياتي سنة 1991، رجعت شعوبها المختلفة، كلٌّ شعب إلى دين آبائه وأجداده.
إضافة: حُلم
ماركس بالعيش في جنة على الأرض، لا أراه يتناقض مع حُلم المتدينين بالعيش في جنة
في السماء، ولِما لا الحلم بجنتين، واحدة في الدنيا وأخرى في الآخرة !
Source
d’inspiration : le dérèglement du monde, Amin Maalouf, éd. Grasset
&Fasquelle, Paris 2009, prix : 7,9 €,
315 pages.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire