mardi 11 juin 2024

يَسارِيو عَصْرِ الستينيات والسبعينيات (جِيلِي): لا تُكابِروا ولا تتكبّروا، لم تكونوا يومًا ثوريين، فالعصرُ خارجَ إرادتِكم كان ثوريًّا

 

 

Pamphlet

ذهبَ العصرُ الذهبيُّ فذهبتم، ولِنقيضِه ودون مقاومةٍ استسلمتم، وفُرادَى كالزبدِ ذبتُم، وجُفاءً صِرتم، وعن مبادئكم بسهولةٍ تخليتُم، وللنقد الذاتي تنكرتم. أيُّ مصيرٍ يا تُرَى ينتظركم ؟

في تونس، المعارضة افتكها منكم الاسلاميون، سجون بن على عمّرها الاسلاميون، والثورة استثمرها الاسلاميون، ونقابة الابتدائي والثانوي (معقلكم) أزاحكم عنها القوميون. في العالَم العربي والإسلامي، الانتصارُ الظرفي والوحيد على إسرائيل أنجزه الاسلاميون (حزب الله)، وعصرُ قلبِ الأنظمة الديكتاتورية دشنه الاسلاميون (ثورة الخميني)، واستقطابُ الكادحين وتأطيرِهم حققه الاسلاميون (السلفيون الوهابيون وحركة الإخوان المسلمون) وشجاعةُ مقارعةِ الإرهابِ الغربي بالإرهابِ العربي احتكرها الإسلاميون (القاعدة وداعش، وحماس في بعض عملياتها الإرهابية السابقة في الشواطئ والمقاهي والملاهي ضد اليهود المدنيين العُزّل وخاصة ضد الأطفال منهم الذين لا يتحملون أي ذنبٍ فيما اقترفه أباؤهم وأجدادهم والله وحده يعلم مسبقًا مصيرَهم).

ماذا بقي لكم، وبماذا على الخلقِ ستتباهون ؟ وهل من أفعالِ بعصكم الانتهازية التالية سيأتي يومًا وتخجلون ؟

  • مثقفوكم، فيهم مَن أصبح في حكومة بن علي وزيرَا، أو في قصره مستشارَا، أو في داخليتِه جنرالاَ، أو في قضائه جلادَا، أو في خارجيته قنصلاً أوسفيرَا.
  • مهندسوكم، فيهم مَن صمّم للنظام القمعيِّ سَجنًا وللأغنياء بنَى مسابِحَ وقصورَا.
  • نقابيوكم القِوَادَة، زَكُّوا ترشح بن علي مرتين، وأكثرهم ثورية في الهيئة الإدارية تغيّبَ أو احتفظَ بصوتِه، جُبنًا لا نُبلاً.
  • العديدُ منكم أصبحوا رجالَ أعمال مستغِلين لعرقِ العمّال، بعدما كانوا ناطِقينَ باسم العمّال في الصالوناتِ والحاناتِ وخلال الاجتماعاتِ الجامعيةِ والسرية.
  • معاناةُ بعضِ إناثِكم من عيوبِ ذكورياتِكم تُكذِّبُ قَطْعًا يساريةُ رجالِكم ونِسائِكم.
  • جامعيوكم، فيهم مَن هاجر للخليج ليس من أجل البحثِ العلمِي بل للبحثِ عن لُقمةِ ذُلٍّ في مزابل الأمراء.
  • مُدرسوكم، فيهم مَن مارسَ البِغاء الفكري بِمقابِل وأثرَى من تهريبِ الدروس المغشوشة لأولاد الفقراء والأغنياء.
  • وفيكم مَن دخلَ بيت أبي سفيان.
  • أخلَصكم إلى عصره وأقلكم وَساخةً هاجر خوفًا من عدم القدرة على الصمود.
  • ومَن صَمدَ منكم، سَمّيتموه عاجزًا أو حالِمًا وفوق الربوةِ أجلستموه، أقصيتموه، حاصرتموه، ولفضيًّا عنفتموه، وعن مجتمعكم عزلتموه، وعلى التصوفِ الافتراضيِّ أجبرتموه.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire