الحوار جرى عبر الهاتف:
صديقي: كيف حالك ؟
أنا: أستعد لاستقبال أختي القادمة من العُمرة والاحتفاء بها
والاحتفال بسلامتها.
صديقي (يعرف أختي): "آش تعمل بربها العمرة".
أنا: من شدة إيمانها بالله واليوم الآخر ونظرا لاشتغالها رغم إعاقتها
وعدم اتكالها عل إخوتها الثلاثة رغم ترحيبهم جميعا بها وجزاءً على صِدقها وصلاتها
وصيامها وزكاتها وقيامها الليل، تطمع في رحمة الله أن يدخلها يوم القيامة الجنة
فتستعيد بصرها الذي فقدته منذ الطفولة في سن الست سنوات. هل يوجد عِلم أو توجد
إيديولوجية في العالم، الماركسية أو غيرها، قادرة على إرجاع النظر إليها ؟ طبعا لا ! فَلْتصمتْ يا صديقي إذن
وانحنِي مثلي إجلالا وتقديرا لصبرها الذي دام 68 عاما و"قُمْ للضريرة وفِّها
التبجيلا كادت الضريرة أن تكون رسولا، إن الضريرة هذه كانت بَتُولا" وافرح
لها مثلي بإيمان آنسَها في عالَمها المضيء "ظلامًا كالنور" وصَلِي لمَن
بعث هذا النورَ في بصيرتها وهذه القوة في جسدها.
وعدَ الماركسيون بتحقيق الفردوس على هذه الأرض، وهاٌ هم اليوم فشلوا
في تحقيقه فشلا ذريعًا، بل انقلب الفردوس إلى جهنم من الرعب والإرهاب وأول مَن
أكلتْ، أكلتْ مَن يدّعون أنهم ناضلوا من أجلهم وحكموا باسمهم، هُمُ العمال قنطرة
الديكتاتورية الشيوعية، في حين أن الأنبياء وعدوا بتحقيق الفردوس في السماء. أما
أختي الكبيرة الحبيبة، أعزّ مخلوقٍ حيّ لديَّ، فيَحْدُوها الأمل في أن يتحقق هذا
الوعد الإلهي يومًا لأنها ببساطة تعتقد اعتقادَا راسخًا في الله وتصدّق وعدَه
وتنتظر جنتَه بكل صَبْرٍ وعِشْقٍ.
ملاحظة منهجية:
ذكرتُ إيديولوجية مخالِفي، لا للتشهير به، بل فقط لتأكيد الاختلاف في
الرؤيا لنفس الحدث. ومنذ متى كانت الماركسية تعيب معتنقيها ؟ بل على العكس هم
يتباهون بها على الخلقِ كلِّهِمِ ويفتخرون بالانتماء إليها. أعتذر مسبقا لصديقي القديم
إن نشرتُ حِوارنا الشخصي دون استشارته ولذلك لم أذكر اسمه لأنني أحترمه لكنني لا
أحترم وجهة نظره والمشكل يكمن في وجهة النظر وليس في الشخص. عُذرِي يتمثل في
محاولة توظيف هذا الحوار كـ"وَضعية-تعلمية" (Situation-Didactique) فلسفية-أنطولوجية (عِلم
الوجود) ولا أعتبر النشرَ غير المسَمّى (Anonyme) إفشاءً لـسرّ شخصي.
En philosophie, l'ontologie (de onto-, tiré du grec ὤν, ὄντος «étant», participe présent du verbe εἰμί «être» est l'étude de l'être en
tant qu'être, c'est-à-dire l'étude des propriétés générales de ce qui existe,
Wikipedia.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire