يبدو لي أنه عوض "جبهة شعبية"، كان الأجدرُ بهم (أحزاب أقصى اليسار وأحزاب قومية) أن يُسَمّوا جبهتهم
"جبهة أفندية" (معجم المعاني الجامع: أفندي هو السَيِّد، وهي كلمةٌ تركيَّة أصلها يوناني، كانت تُستعمل لقبَ اعتبارٍ
لأصحاب الوظائف المدنيّة والدِّينيَّة ورجال الشريعة والعلماء، شاعت في مصر منذ
حكم الأتراك ثم أُلغِيتْ)، لأن الأفندي لا يمكن أن يكون شعبيًّا حتى ولو خرج من جلده، هو مواطن منبتّ
منفصل عن الشعب بطبيعته: وضعُه المهني والاجتماعي والثقافي وضعُ أفندية، مخّه مخ
أفندية، كرشه كرش أفندية، هندامه هندام
أفندية، جلساؤه في المقهى كلهم أفندية،
معارفه كلهم أفندية، فضاءاته فضاءات لا يرتادُها إلا الأفندية أمثالُه،
مواضيعه مواضيع أفندية، لغته لغة أفندية، نُطقُه نُطقُ أفندية، شُربُه شُرب
أفندية، جلسته جلسة أفندية، ميولاته الموسيقية ميولوت أفندية، وحتي سجائره ماركة
أجنبية.
لو فعلوها لكانوا أصدق
مع أنفسهم ولاحترمَهم الشعب أكثر ونالوا في الانتخابات عددًا مشرِّفًا من أصوات
الأفندية ومعهم شوية من أصوات الطبقة الشعبية.
حمام الشط
في 28 سبتمبر 2019.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire