mardi 11 juin 2024

أيها اليسارِيون التونسيون: اختلِفوا ولا تتحِدوا، ففي اختلافِكم ثراءٌ ثقافيٌّ محتمَلٌ وفي اتحادِكم فشلٌ سياسيٌّ أكيدٌ

 


صندوقُ الاقتراعِ مقبرتُكم فلا تنتظروا من جَوفِهِ فوزًا لن يجيء ولو بعد حينٍ، والثقافةُ مجالُكم (Votre fief par excellence) وهي نقطةُ قوتِكم التي لا ينافسكم فيها أحدٌ، وقل ثقفوا وتثقفوا فسيرى الشعبُ ثقافتَكم والمثقفون.

في حمام الشط، بادرتُ مرةً صديقًا عضوًا ناشِطًا في حزب الوطد الموحَّد (وليس الموحِّد) وقلتُ له: "لماذا لا تنظمون ملتقيات فكرية في دار البلدية المجانية ؟". أجابني مَزهوًّا: "نحن لاهيِينْ بِــرَصْ الصفوفْ". ألا يعِي هذا الأستاذ المناضِل أن الثقافةَ -كقراءة القرآن- تستقطِبُ القلوبَ قبل استِقطابِ العقولِ.

أجابني أستاذٌ مناضِلٌ آخرَ: "مسألة إمكانيات". أجبتُه وأجيبكم: "يوجدُ في حمام الشط قاعتان جميلتان مجهَّزتان بمكيّفٍ وفيديو-بروجكتور، موضوعتان مجانًا على ذمّة الأحزاب والجمعيات، ويوجدُ في حمام الشط أيضًا عشرات المحاضرين المتطوعين في شتى الاختصاصات العلمية".

في حمام الشط، قدمتُ بمفردي أربع محاضرات علمية في اختصاصي (علوم التربية): الأولى من تنظيمي، والثانية نظمها خليفة الفاهم (حزب الجمهوري) بمناسبة صدور كتابي الأول، والثالثة تبناها خليفة يحي (جمعية عمال بلا حدود)، والرابعة دعا لها رضا بركاتي (جمعية الشهيد نبيل بركاتي) بمناسبة صدور كتابي الثالث. ونظم صديقي وزميلي رضا بركاتي وبمفرده أيضًا ضِعف ما نظمتُ أنا. 

ألا يستحِي البوكت والوطد الثوري والوطد الموحَّد غير الموحِّد من تقاعسهم الثقافي في حمام الشط مقارنةً بما أنجزه يساريان اثنان غير منتمِيَيْنِ حزبيًّا ؟ لم أستثنِ نهضة حمام الشط من النصحِ، وكجيرانها فعلت ولم تستجب.
لماذا
؟ 

تفسيرٌ واحدٌ وحيدٌ محتَمَلٌ ؟ أربعتُهم مُقيَّدون من الداخل بِقيدٍ متينٍ وغير مَرئيٍّ

Quatre partis de structure stalinienne désuète, parti islamiste Ennahdha inclus !

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire