lundi 24 juin 2024

حكاية واقعية معبِّرة لو يتعظ اليساريون التونسيون !

 

 

الحكاية كما رواها لي، في مقهى البلميرا بِحمّام الشط الشرقية، صديقي وزميلي اليساري رضا بركاتي أخو نبيل بركاتي العضو السابق بحزب العمال الشيوعي وشهيد القمع البورڤيبي سنة 1987:

"في بداية الستينيات زار وفدٌ من الحزبُ الشيوعي التونسي دولةَ الصين الشيوعية -قبل حَظْرِهِ مِن قِبل بورڤيبة سنة  1963- للمشاركة في مؤتمرٍ عالمي للأحزاب الشيوعية. وَجَّهَ له الحزبُ الشيوعي الصيني سؤالا عن هيكلة الحزب في تونس فأجاب: لدينا تمثيلياتٍ في الجامعات ومكاتبَ في بعض الجهات وحضورٌ في المنتديات الثقافية. ردّ الصيني متعجِّبًا: نحن نعلم أن الشعبَ التونسي مسلمٌ بنسبة 99%، ونعلم أيضًا أن أكثرهم يرتادون المساجدَ والجوامعَ. فهل لديكم حضورٌ في هذه الفضاءات ؟ قال التونسي مرتبِكًا: وما صِلتنا نحن الشيوعيون بهذه الفضاءات الدينية ؟"

تعليقي:

مِن المفروض أن يكون المناضلُ الشيوعي داخل شعبه كالسمكة في الماء كما قال ماوتستونغ، الزعيم الصيني الشيوعي ومؤسس الصين الشعبية الحديثة سنة 1945، ونحن نرى اليوم اليساريين في تونس كالألواحِ فوق الماء، يطفون على السطح ولا ينفذون إلى الأعماق ! وعِوض أن يقاوموا الظلمَ والفقرَ نراهم يتعالون على هُويةَ شعبهم الإسلامية وأنتروبولوجيته، ويجهلون أو يتجاهلون تراثَه وينسون أو يتناسَون أن ماركس قد قال أن الدين هو صرخةُ المظلوم. وأول الفقراء والمظلومين في تونس هم الأجراء عُمّالاً وفلاحينَ، وإذا هَجَرَ هؤلاء الأحزابَ اليساريةَ فالمشكلة في هذه الأحزابِ وليست في الأجراء لو كان اليساريون صادقين مع يسارِيتِهِم ومتماهين مع شعبِهِم في آن واحد.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire