lundi 17 juin 2024

يا ليت بني قومي من اليساريينَ المنبتِّينَ يتعظون: مُعاداةُ الثقافةِ العربيةِ-الإسلاميةِ تِجارَةٌ خاسِرَةٌ ؟ ترجمة مواطن العالَم

 

La religion n`est pas l`opium du peuple, mais la vitamine du faible. Régis Debray, philosophe français, gaulliste de gauche.

السؤال: ما هي أسبابُ نهضةِ الدولِ الآسيويةِ (اليابان، الصين، تايوان، سنغفورة، كوريا الجنوبية، ماليزيا، أندونيسيا) ؟

الجواب في نص هنتڤتون: "سنة 1993، صرّح صحفي ياباني مهم: لقد ولّى وانتهى الزمن الذي كانت فيه آسيا تُزْكِمُ إذا عطست أمريكا. أضاف مسؤول ماليزي: حتى ولو أصِيبت أمريكا بحمى حادة فآسيا لن تتأثر. قال الوزير الأول الماليزي: إن الازدهارَ المتسارعَ في آسيا، يطرح نفسَه كبديلٍ جدي للنظام العالمي السياسي والاجتماعي والاقتصادي المهيمِن.

الآسيوين يرون أن نجاحَهم الاقتصادي ناتِجٌ في أغلبه عن ثقافتهم الآسيوية، ثقافةٌ قد تكون أفضلَ من ثقافة الغرب الحالية المتهالكة والآيِلة للسقوطِ. ثقافةٌ كونفوشيسيةٌ عريقةٌ (Ve S av. J-C)، ثقافةٌ تُثمِّنُ النظامَ (L`ordre) والانضباطَ (La discipline) والمسؤوليةَ العائليةَ وحبَّ العملِ والتقشفَ والتعاونَ والاجتهادَ (وليس الجهادَ) والإخلاصَ2 والسلطويةَ الناعمةَ (L`autoritarisme doux) والديمقراطيةَ المقيَّدةَ وتقدّمُ المصلحةَ العامةَ ومصلحةَ المجموعةِ على مصلحةِ الفردِ وتسعى جاهِدَةً لإعادةِ الروحِ الاسيويةِ لآسيا (La ré-asiatisation ou l`asiatisation de l`Asie). 

في المقابل، نجدُ ثقافةً غربيةً تُكرّسُ النرجسيةَ والأنانيةَ المفرِطةَ والفردانيةَ المقيتةَ والاستغلالَ المُجحِفَ والربحَ السهلَ المشطَّ والعنفَ المجانِيَّ وغيابَ احترامِ التراتُبِيةِ الاجتماعيةِ والإداريةِ (Les hiérarchies sociale et administrative) والتحجّر الذهني. فعَلَى المجتمعاتِ الغربِيةِ إذن، أن تتلمذ على أيدي المجتمعات الآسيوية. سنة 1996، توجه مهاتير محمد، الوزيرُ الأولُ الماليزيُّ المسلِمُ، إلى رؤساء الحكومات الغربية وقال: القِيم الآسيوية قِيمٌ كونية، أما القِيم الأوروبية فهي قيمٌ أوروبية فقط.

الآسيويون يعتقدون أن الازدهارَ الاقتصاديَّ هو خيرُ دليلِ على التفوقِ الأخلاقيِّ وأن النجاحَ الماديَّ يتبعه حتمًا رجوعٌ إلى الثقافة المحلية والقوةُ الصناعيةُ تولِّدُ دومًا القوةَ الناعمةَ".

تعليق مواطن العالَم: أفيقوا بني قومي من اليساريينَ المنبتِّينَ: مُعاداةُ الثقافةِ العربيةِ-الإسلاميةِ تِجارَةٌ خاسِرَةٌ ؟ يا ليتكم بالآسيويين تقتدون ومن تجربتهم تتعلمون ومثلهم بثقافتكم المحلية تعملون وبها لا بغيرها تعتزّون دون تمجيد أو تقديس. كونوا واثقين أنكم لن تنهضوا إلا بالرجوع إليها والارتماء في أحضانها والنهل من تراثها. ما أحلى الرجوع إليه ! أنا تونسي مسلم عَلماني يساري غير ماركسي (Un citoyen tunisien occidentalisé puis indigénisé). وأنتَ، مَن أنتَ ؟ أنا تونسي لائكي على الطريقة الفرنسية (أي مختلف عن العَلماني على الطريقة الأنڤليزية-الألمانية المتصالحة مع الدين). أنا ماركسي-لينيني (بلغة أخرى ستاليني). ألَطِّفُها وأقول لك: "أنت إذن معادٍ لِهُوية شعبك، الهوية العربية-الإسلامية، لكيلا أقول لك أنتَ معادٍ للدين، وحتى وإن كنتَ كذلك، فأنت في الواقع ورغم أنفك لستَ كذلك. وحتى وإن كنتَ ملحِدًا، فأنتَ وغصبًا عنك شئتَ أم أبيتَ، أنتَ حضاريًّا مسلمٌ، أما عقيدتك فأنتَ حرٌّ فيها، تؤمنْ أو تكفرْ، ومَن سألك عنها ؟ شرّقتَ (الشيوعية) أو غربتَ (اللائكية)، أنتَ مسلمٌ. جدك مسلمٌ، أبوكَ مسلمٌ، أمكَ مسلمةٌ، اسمكَ مسلمٌ، جسمكَ مسلمٌ، لون بشرتكَ مسلمٌ، فرحكَ مسلمٌ، حزنكَ مسلمٌ، نشأتَ في رحِمٍ مسلمٍ، صُلبُك لا ينجب إلا المسلمَ، رضعتَ حليبًا مسلمًا، ترعرعتَ في حضنٍ مسلمٍ، لعبتَ في فضاءٍ مسلمٍ، معلمك مسلمٌ، أستاذك مسلمٌ، جارك مسلمٌ، زميلك مسلمٌ، أنتَ - ولو تنصّرتَ أو تهوّدتَ أو خرجتَ من جِلدِكَ حتى - أنتَ في نظر الغرب مسلمٌ. إسرائيل عدوةُ المسلمين، عدوتُكَ. القرآن، دستورُك التأسيسي. ومحمدٌ نبيُّك ومؤسِّسُ أمّتِكَ. والعربية، لغة القرآن، لغتُكَ. كفرتَ، أنتَ مسلمٌ. عصيتَ، أنتَ مسلمٌ. في مطاراتِ العالم، أنتَ مسلمٌ، في جامعاته مسلمٌ، في حروبه مسلمٌ، في سِلمِه مسلمٌ، في مستقبله مسلمٌ. الانتماء للحضارة العربيةِ-الإسلاميةِ يحاصرك من جميع الجوانب وجميع الجهات ولا مهربَ لك منه ومنها، فاقبَلْ مكتوبك واصْمُتْ (Aime ton destin, comme il l`a bien dit le philosophe athée Nitshe ) ولا تتكبّرْ ولا تكابِرْ "وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا" (قرآن)".

Référence: L`idée principale est inspirée de Samuel P. Huntington, Le Choc des civilisations, Éd. Odile Jacob, p.p 151-154, L`affirmation de l`Asie.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire