dimanche 30 juin 2024

رسالةٌ مفتوحةٌ مُطوّلةٌ موجهةٌ إلى مناضلٍ تونسيٍّ يساري لم تلِدْهُ أمُّهُ بعدُ ! جزء 1

 

 

أحب فيك هذا الصمود والشموخ خلال كامل حياتك دون رَخٍّ أو تواطئٍ أو تنازلٍ رغم الألف جزرة التي حاول الانتهازيون إغراءك بها لتتخلى عن مبادئك وتصبح مثلهم مُرتدًّا. هؤلاء الذين باعوا ضمائرهم وقيَمهم لِـ"بن علي" وزبانيّته مقابل ِجزرةٍ واحدةٍ لا غير، واليوم يُنكِرون رُخْصَهُمُ عندما عُرِف الثمن. بقيتَ وحدك غير قابلٍ للارتشاء خاصة في عهد المخلوع عندما ساوموك بالتمتع بحريتك مقابل التخلي عن ثوابتك أو العكس. ضَحَّيْتَ بحريتك وحافظتَ على مبادئك. لا انحناءْ والرخْ لا، ولا تسوية مع الطغيان ولا حل وسط مع الشيطان: لم يمسسك الفشل وتمسكتَ بخيطٍ رقيقٍ عنوانه الأمل.

اليوم وبعد تحرُّرِ الإعلام، لا أخفيك - سَيِّدي وتاج رأسي - تَفشِّي التعاطف السخيف مع الموهوبين في فن النفاق و"قلبان الفيستة". لقد أصبحتْ بلاغةُ الحرباء تُثيرُ إعجابَ المتفرّجين والسامعين في برامج التافهين والحمد لله الذي لا يُحمد على مكروهٍ سواه، وفيهم (السامعين) مَن يرى في هؤلاء الإعلاميين موهبة نادرة وفيما ينتجون إبداعًا، لا بل عبقريّةً. أما مَن صمدوا ضد الديكتاتورية فهم في نظر المواطنين العاديين مُدْمِنِي معارضة لا يستحقون إعجابًا بل يجلبون السخط والسخرية، لا بل يقولون عنهم أنهم يعطلون مسيرة الانتقال الديمقراطي بوقوفهم ضد قانون المصالحة مع الفاسدين المستبدين السابقين في العهد البائد فأصبحت قيمة الإخلاص عندهم محل شك في الوقت الذي علا فيه شأن المتملقين الباحثين بجشعٍ ولهفةٍ عن مكاسب شخصية على حساب المصلحة العامة. أما أنتَ فقد اخترتَ الطريق الأصعب وتخليتَ عن أنانيتك منذ نعومة أظافرك وفي شبابك اطلعتَ على الماركسية وتركتها دون رجعة وخيّرتَ التماهي مع مجتمعك التونسي وتكلمتَ بمنطقه ونطقتَ بلسانه (المجتمع) فتصالحتَ مع هُويتك العربية الإسلامية وكرّستَ جهدك لخدمة الغير ولم تأخذ من نصيبك في الدنيا إلا ما يسد رمقك ورمق عائلتك الضيقة.. يُتبع...

ملاحظة: للأمانة العلمية، نصٌّ مستوحَى من كتاب:

Michel Onfray, Politique du rebelle Traité de résistance et d`insoumission, Ed. Grasset, 1997

إمضائي

وَ"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

حمام الشط، الاثنين 22 ماي 2017.Haut du formulaire

سارقُ المعرفة يُقرِئُكم السلام ويدعوكم لمقاضاة المفاهيم الثلاثة التالية: العَلمانية الملحدة، الدعوية الدينية العنيفة، النضال من أجل إيديولوجيا ؟

 

مقدمة منهجية ديونتولوجية ضرورية:

أنا سارقُ معرفةٍ، سارقٌ وفي يدي "بروجكتور"، سارقٌ يُعلِنُ عن اسمِ ضحيتِهِ وعنوانِه (Référence biblio)، ويعرض المسروقَ-المعرفة على قارعة الطريق مجانًا للعموم. تاجرٌ لا يعنيه الربح ولا الشاري، باع أم لم يبع، لايهم، فالسلعة ليست مِلكَه ولن يستطيعَ توريثَها لأولاده ولو أرادَ، يعرضها ويمر دون إلحاح أو تسويق وإذا باعها فلن يقبض ثمنها نقدًا بل يقبض ثمنها معرفةً أكثرَ وأفضلَ.

وإذا كنتَ تبحثُ عن معلومةٍ جديدةٍ في ما أكتبُ وأنشرُ فلن تجدَها، أنا ناقلُ معرفةٍ ولستُ منتِجَها.

عزيزي القارئ, عزيزتي القارئة، أنا لستُ داعيةً، لا فكريّ ولا سياسيّ, أنا مواطن مثلك، أنا لا أهدفُ البتّةَ لإقناعِك ولا يعنيني ذلك ولا يضيرني في شيءٍ عدمُ اقتناعِك، بل أكتفي بأن أعرض عليك  وجهة نظري المتواضعة والمختلفة عن السائد, إن تبنّيتها, أكون سعيدا جدا, و إن نقدتها, أكون أسعد لأنك ستثريها بإضافة ما عجزتُ أنا عن إدراكِه, وإن عارضتها  فيشرّفني أن يصبح لفكرتي معارضين.

البديلُ لا يُهدَى ولا يُستورَدُ ولا ينزل من السماء، البديلُ يُصنعُ بيني وبينك (قال تعالى: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم")، وواهمٌ أو غير ديمقراطي من يتصور أنه يملك البديلَ جاهزًا. النقدٌ هدّامٌ أو لا يكون، وكل بناءٍ جيدٍ يسبقه بالضرورة هدمٌ جيدٌ، النقدُ فرديٌّ والبناءُ جماعيٌّ.

أما المشكّكين في أهمية النقد والتنظير فأحيلهم إلى الفيلسوف العظيم إمّانوال كانْتْ (القرن الثامن عشر ميلادي):

La théorie est absurde sans la pratique et la pratique est aveugle sans la théorie.

أنا لستُ باحثًا علميًّا رسميّاً، لذلك ترونني أتحدّثُ كثيرًا عن نفسي ومَن يعرفُ عُقَدَها (ses complexes) وتعقيداتِها (sa complexité) ومفارقاتِها (ses paradoxes) وتناقضاتِها (ses contradictions) وخفاياها أكثر مِني ؟ لا يحق لأحد إذن أن يتحدّث حول أي شخصٍ أو أي ظاهرة اجتماعيةٍ دون أن يبحثها علميًّا و"الباحث-منتِجُ المعرفة" يجب أن يكون عضوًا في مخبرٍ علميٍّ جامعيٍّ أو خاص وواجبٌ عليه نشرُ أبحاثِه في مجلةٍ علميةٍ مختصةٍ.

لبّ الموضوع:

1.  العَلمانية الملحِدة:

كلمتان متناقضتان (un oxymore). العَلمانية تقبل كل الأديان وتُعاملها بكل حيادٍ فلا يمكن إذن أن تكون العَلمانيةُ ملحدةً أو تدعو للإلحاد مثل ما فعلتْ وأخطأتْ دولة الاتحاد السوفياتي السابقة تحت حكم ستالين.

 

2.  الدعوية الدينية العنيفة (prosélytisme agressif):

كلمتان متناقضتان أيضًا. "لا إكراه في الدين" (قرآن) فالدعوية الدينية سلمية أو لا تكون.

 

3.  النضال من أجل إيديولوجيا:

المناضل المثقف التونسي الشيوعي الطلائعي يدّعي أنه يناضل من أجل تحرير العمال وإرساءِ دولةٍ شيوعيةٍ.

الداعية التونسي الإسلامي يدّعي أنه يناضلُ من أجل أسلمة المجتمع ومن أجل الدفاع عن القرآن وإعلاء كلمة الله.

أنا أسألُ وأنا أجيبُ، وأقول للاثنَين: مَن كلّفكُما بهذه المهمّة ومَن رشّحَكُما لهكذا دورٍ، الشعبُ أمْ الكُتُبُ، الواقعُ أم الوهمُ، الصدقُ أم الانتهازيةُ ؟

لا ماركس رشّح الأول ولا الله وكّلَ الثاني ! 

ماركس قال للمناضل الأول: "العمال يحرّرون أنفسَهم بأنفسِهم دون وصايةٍ من أحدٍ"، وقال عن هذا المثقف الذي يسمّي نفسَه مناضلاً ووصفه بأنه "بورجوازي صغير متسلّق متملّق انتهازي".

والله قال للرسول محمد صلى الله عليه وسلم: "إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ"، وكلمة الله عالية رغم أنفي وأنفك وأنوف الجميع، أيها الغِرُّ الدَّعِيُّ ! وأنتم مَن أنتم ؟ وقال لك أنت أيها الداعيةُ: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ ۖ لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ"، وعن ادِّعائك الدفاعَ عن القرآن قال: "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ".

أما أنا فأقول للأول: تناضلُ من أجل مَن ؟ مِن أجل طبقةٍ بروليتاريةٍ، طبقةٍ غير موجودةٍ في تونس إلا في الكتبِ التي تقرؤها، لأن الطبقة تُحدَّدُ بوعيها الطبقي لا بوجودها المادي، ومجنونٌ مَن يحلمُ بدولةٍ شيوعيةٍ في مجتمعٍ مسلمٍ. حكام الاتحاد السوفياتي البائد كانوا "أشطرَ" منك مليون مرّة ولكنهم فشلوا فشلا ذريعًا ومُدَوّياً بعد 70 عامَا من المحاولات الديكتاتورية الدموية، والدليل القاطع على وجاهة طرحِي هو التالي: خَمْسُ دول إسلامية خرجت من رحم دولة الاتحاد السوفياتي الملحدة رسميًّا (كازخستان، تركمانستان، أوزباكستان، قرغيستان، وطاجيكستان ومجموع سكانها مجتمعة يبلغ حوالي 60 مليون مسلم).

وأقول للثاني: "على مَن تقرأ زابورك يا داعية، أتريدُ أن تُأسلِمَ مجتمعًا مسلمًا منذ 14 قرنًا، ça va la tête". ثم أنْهِي مخاطبًا الاثنين: الله يهدينا ويهديكم !

إمضائي

كل صباحٍ، يوقُظني باكرًا وخزُ ألمِ الظهرِ، أسْرِعُ إلى المقهى والله فرِحٌ مسرورٌ بمواصلة قراءة كتابِ الأمسِ. أغلِقُ الكتابْ بمجرّد قدوم الأحبابْ. بعد ساعتين، أسرِعُ إلى حاسوبي المنزلي والله فرِحٌ مسرورٌ أيضاً، فرِحٌ مسرورٌ بكتابة ما أوحاهُ إليَّ المجلسُ أو الكتابُ. يتجدّدُ فَرَحِي وسرورِي كل يومٍ مرتين ومعه تتجدّدُ متعتي الفكرية.

حمام الشط، الثلاثاء 14 أوت 2018.

 


samedi 29 juin 2024

La Gauche libertaire définie par Michel Onfray

 

 

C`est une Gauche non libérale qui ne met rien au dessus de la liberté. 

C`est une Gauche qui dit oui à l`économie du marché (on est obligé de composer avec), non à la société du marché : le marché ne fait pas la loi dans la culture, dans la police, dans l`armée, à l`école et à l`hôpital on ne fait pas de bénéfice, on éduque et soigne les gens.

Partis de gauche libérale : le PS français depuis 1983.

Partis de gauche libertaire : il n`a pas nommé de partis français. Cette Gauche existe déjà dans les micro-associations, nouvelle et seule forme de résistance mondiale à l`ordre mondial établi par les multinationales (Exemple tunisien : « l`association de sauvegarde des oasis de Jemna »).

أمَنَاءُ الجبهةِ الشعبية لا ينطقون إلا بالحكمة (مجموعة أحزاب يسارية تونسية توحدت في عهد السبسي) ؟

 

 

الحكمة الأولى: حزب يساري من الجبهة الشعبية يعرض برنامجا يساريا على رئيس جمهورية يميني وحكومة مرتقبة يمينية وينتظر منهما تطبيقه. مثَلُه كمثَل قِطٍّ يطلب من فأرٍ أن يقول "مِيييووو" !

الحكمة الثانية: حزب يساري من الجبهة الشعبية يثق في رئيس جمهورية يميني (السبسي) سبق وأن غدره (تحالف مع النهضة) بعد ما سانده في الانتخابات بقطع الطريق عن خصمه (المرزوقي).

الحكمة الثالثة: حزب يساري من الجبهة الشعبية يريد أن ينقذ حكومة يمينية بتِعِلّة إنقاذ البلاد وهو يتجاهل أن إنقاذ البلاد من وجهة نظر يسارية يكمن في إسقاط الحكومات اليمينية وليس إنقاذها. كيف يسقطها ؟ الديمقراطية تمنحك خيارين لا ثالثة لهما: الخيار الأول: التوجه إلى الشعب وإقناعه بالنضال القاعدي المكثف والشعبي المباشر وحثه على التظاهر السلمي والمطالبة بإسقاط الحكومة (ألستِ صاحبة تجربة أيتها الجبهة في إسقاط الحكومات سلميا: اعتصام باردو)، والشعب هو صاحب السيادة، يهبها بالصندوق مؤقتا لمن يشاء وينزعها ممن يشاء بالصندوق أو بالمظاهرات السلمية. الخيار الثاني: التوجه إلى القاعدة أي الشعب وعوض تسوّل القمة، الشروع في فضح فشل اليمين في الحكم (ولكِ من الحجج بالبالة) تحضيرا للانتخابات القادمة. بالله عليكم هل سمعتم مرة أن حزبًا معارضًا (يعني فاشل في الانتخابات) يمد يده لإنقاذ حزب يميني في السلطة ؟ وإن فعلها، وها قد فعلها في بلاد العجائب، فهو إذن حزب لا يقرأ تجارب الآخرين ولا يتعظ من تجاربه هو مع اليمين الغادر. يبدو لي أن من حق اليمين أن يغدر باليسار سياسيا لكن ليس من حق اليسار أن يُلدغ من جحر اليمين مرتين متتاليتين ومتقاربتين ؟ وهذا الحزب بالذات (حزب العمال) لا يتجه فعليا بنضاله إلى الشعب ولا ينظم اجتماعات عامة ولا ندوات فكرية مفتوحة في مقراته المنتشرة في معظم المدن. قد يكمن السبب في رجال الجهاز (Les hommes d`appareil) الذين يجمّدون النشاط القاعدي لغرض في أنفسهم، أو في أنفس القاعدة الجبهاوية نفسها التي تطمح عادة للتماثل مع نمط حياة الطبقة البورجوازية وتترفع عن العامل التي تدّعي النضال من أجله (جل مناضلي الجبهة ليسوا عمالا ولا فلاحين ولا معطلين بل مثقفين موظفين بورجوازيين صغار). وهل يُعقل أن نصدق أن هنالك طبقة تنطوع للنضال من أجل مصلحة طبقة أخرى ؟ صَدَقَ ماركس عندما وصف المناضلين اليساريين البورجوازيين الصغار بالفئة المترددة المتذبذبة غير الصادقة وغير الشجاعة.

حمام الشط، الثلاثاء 21 جوان 2016.

vendredi 28 juin 2024

الحزب الشيوعي والبوكت والوطد، هم وحدهم تقريبًا الذين يتحمّلون مسؤولية إقصاء اليساريين من الأحزاب اليسارية الثلاثة. فكرة الماركسي فيلسوف حمام الشط، تأثيث مواطن العالَم

 

تقديم حبيب بن حميدة: هل لاحظتم أنني كتبتُ في العنوان "الماركسي فيلسوف" ولم أكتبْ "الفيلسوف الماركسي" لأن صفة فيلسوف لا تحتاجُ إلى نعتٍ يوضّحها بل على العكس فكل نعتٍ قد يشوّهها

Tout adjectif, dans ce cas particulier, est réducteur

مِثل نعوت: ماركسي، إسلامي، مسيحي، ديكارتي، إلخ). هو فيلسوفٌ وكفَاهُ فخرًا، أراه حكيمًا وهو لم يدّعِ يومًا ذلك، لا بل أكثر من ذلك فجل مثقفي حمام الشط المركز يَرَوهُ أيضًا حكيمًا، بِيساريّيهم الماركسيّين الستالينيّين وغير الماركسيّين (أنا) وقوميّيهم وجمهوريّيهم وتجمّعيّيهم وحتى بعض نهضاويّيهم. من وراءِ هذا التقديمِ المقتضَبِ لصاحب الفكرة حبيب بن حميدة، أهدِفُ إلى دعوتكم بكل لطفٍ إلى قراءةِ التوضيحِ التالي بانتِباهٍ كبيرٍ: أرجو من القُرّاء أن لا يعتبروا مقالي هذا تصفيةَ حساباتٍ مع خصومٍ فكريينَ وسياسيينَ، أختلفُ معهم وأحترمُ مَن يحترِمني منهم وهؤلاء يُعَدّون، من سوء طالِعِي، على أصابعِ اليدِ الواحدةِ.

تقديم مواطن العالم: يساري غير ماركسي، صنّفه هؤلاء القوم يساريًّا "مْذَرَّحْ" أي ناقص يسارية، فلا تجزعوا إذن أيها الصفوة الستالينية واطمئنوا، وإذا أتاكم نقدٌ من "ناقصٍ" فهي الشهادة لكم أنكم كُمَّلٌ كُمَّلٌ كُمَّلٌ ! المفارقة الكبرى تكمنُ في أن الماركسي صاحب الفكرة، هو مَن علّمني نقد الماركسية-اللينينية في العمقِ (الستالينية بلغةٍ أوضحَ)، وهو مَن نصحني بقراءة الكتاب الأشدّ نقدًا للماركسيّة

L’opium des intellectuels (Le marxisme) de Raymond Aron, 1955,

لذلك قلتُ عنه "الماركسي فيلسوف" ولم أقلْ "الفيلسوف الماركسي".

موضوع النقد: خطؤهم البِنيوي أو

 (leur péché originel)  

كما سمّاه الفيلسوف نفسُه.

-  هل لاحظتم أيضًا أنني كتبتُ في العنوان "الحزب الشيوعي والبوكت والوطد" ولم أكتب "المسار ولا حزب العمال ولا الموحّد ولا الثوري" تسمبات جديدة ومساحيقٌ لم تُفلحْ في مَحوِ ستالينيتِهم أو نيوستالينيّتِهم، ستالينيّين في أحلامِهم لكنني أقِرُّ بأنهم مسالمون في سلوكياتهم، أي غير مسلّحين بغض النظر عن ما جرى من عنفِ متبادَلِ في الجامعة بينهم وبين الإسلاميين، ستالينية يدعونها وهم ليسوا "أدَّها"، لا في محاسنها (البناء والتشييد) ولا في مساوئها من حسن حظنا (جرائم وإبادة ضد الإنسانية)، ستالينية مشهدية (spectaculaire) لم تجلبْ لهم إلا عداوة جل التونسيين بمحافظِيهم (الإسلاميّين) وتحرّريّيهم (الحداثيّين الليبراليّين واليساريّين غير الستالينيّين).

-  لماذا سميته خطأ بِنيوي؟ على حد قول الفيلسوف هم أناسٌ مقيّدون من الداخل، قيدٌ قُدَّ من حديد اسمه الاكتفاء الذاتي الايديولوجي، والدليل: في العهدين البائدَين، كانوا يبرّرون عدم انتشارهم بسبب سطوةِ الديكتاتورية، فبماذا سيبرّرون انكماشهم في زمن الحرية بعد الثورة ؟

-  عديدٌ من الوطديّين الانتهازيين انضمّوا إلى النظامَين السابقَين (بورڤيبة وبن علي).

Pour en savoir plus sur ce sujet, prière lire la thèse: S’engager en régime autoritaire. Gauchistes et islamistes dans la Tunisie indépendante. Michaël BÉCHIR AYARI, 2009


-  
أما البوكتيّين فوجدوا حيلةً "أشرَفَ" مما أتاهُ رفاقُهم، حيلةً تتمثلُ في التخفّي داخل الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان. مِن "وقتاش" كان الستالينيّونَ حقوقيينَ ؟ ماركس نفسُه كان ضد البيان العالمي لحقوق الإنسان، وأنا إلى الآن وفي هذه النقطة بالذات ما زلتُ معه رغم أنني تخليتُ حديثًا عن الماركسية. أليسوا ماركسيين ؟ لماذا وقف ماركس ضد البيان ؟ لأن نواتَه وأول بندٍ فيه هو حُرمة الملكية الرأسمالية الخاصة وماركس بَنى نظريتَه كلها ضد هذا النوع من الملكية. لماذا أقف أنا ضد البيان ؟ لأن ثاني بندٍ فيه هو المساواة بين المواطنين في حرية النشر والتعبير: هل أنا وسامي الفهري متساوون في حرية التعبير ؟ هل أنا والصافي سعيد متساوون في حرية النشر ؟

- اثنانٍ منهم (البوكت والوطد الموحّد) هربا من رحابِ أهلهم اليساريين وكوّنوا جبهةً مع القوميين. ومنذ متى كان الماركسيون التونسيون يَعُدّون القوميةَ يسارًا ؟ اليسارُ، على حد معرفتي به، أمميٌّ أو لا يكون. حتى أنا اليساري "المْذَرَّحْ"" لا أعتبر القوميةَ يسارًا، وهذا لا يعني أنني أكرههم أو أعاديهم، فقط اختلفتُ معهم، وما زلتُ أختلفُ فكريًّا وسياسيًّا وبوضوح، كما اختلفتُ مع الإسلاميين من بعدهم، وما زلتُ أختلفُ وبوضوح أيضًا، لهم دينُهم ولي دينْ   !

-  لاحظتُ وجودَ قطيعةٍ، أظنّها تامّةً وهم أعلم، بين جيل المناضلين اليساريين الأوائل الذين نقدوا تجربتهم النضالية، مثلاً: حضرتُ ندوتَين لهؤلاء، واحدة لجيلبار النقّاش والأخرى لمحمد الشريف الفرجاني، ولم ألاحظ حضورَ مَن أتحدّثُ عنهم، اللهم أنني لم أعرفهم، وهذا بصدقٍ احتمالٌ وارِدٌ جدًّا.

-  ملاحظة أخيرة: ثلاثتهم، تواجدوا بكثافة في هياكل الاتحاد العام التونسي للشغل ولِعقودٍ متتاليةٍ، وللأسفِ الشديدِ لم ينشروا الفكرَ اليساريَّ النيّرَ وسط العمال، والمتمثل أساسًا في فكرة العدالة الاجتماعية، النواةُ الصلبةُ للاشتركيةِ وعمودُها الفِقريُّ، ضيّعوا مجهوداتهم سُدًى في الصراعات الهُووية مع الإسلاميين، خصومِهم السياسيين، وفي الوقت نفسه إخوانُهم في الهُوية الأمازيغية-العربية-الإسلامية، وهذا باعترافهم هم أنفسهم، على الأقل في تصريحاتِهم العلنيةِ، وأنا لا أملك إلا تصديقَهم إلى أن يأتي ما يُخالِفُ ذلك.

وخاتمتُها مسكٌ إن شاء الله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: "لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ"، وأنا - والله - كيساري غير ماركسي أحب لكل اليساريين الماركسيين التونسيين متحزّبين وغير متحزبين ما أحب لنفسي، والدليل، سأدلّهم على طريقٍ، لو سلكوه بصدقٍ فبحول الله لن يضلّوا بعده أبدَا: 1. التخلي علنًا عن الستالينية المجرِمة. 2. نقدُها صراحةً في مؤتمراتِهم وجرائدِهم وأدبياتِهم. 3. تبنِّي نظرية الاشتراكية-الديمقراطية على المنوال الأسكندنافي (طلبٌ في غير محله، ويحك يا كشكار، هم يَرَونها خائنةً، وأنتَ تطلبُ منهم أن يتزوّجوا خائنةً، سامحك الله يا ابن العرب !). 4. التماهِي مع أهلهم ومجتمعهم والتصالحِ بصدقٍ مع الهُوية الأمازيغية-العربية-الإسلامية (يقولون ما لا يفعلون...) 
لو فعلوا ما أطلبه منهم (أنتَ تحلم !) لَتَصالحوا مع أنفسِهم وكان لهم مثلي نفسُ الخطابِ في السرِّ والعَلَنِ، في مقهى الشيحي ومقهى القدس طريق كُشّادة، في العاصمة وفي جمنة، ولَقَبِلَهم المجتمعُ ورحّبَ بهم مثل ما رحّبَ بي دون أن أتخلّى عن عَلمانيتي ويساريتي ما قبل الماركسية-اللينينية، أو على الأقل مثل ما تراءى لي ذلك حتى ولو كان سرابَا أو كما أظن نفسي كذلك أو مثل ما يتهيّأ لي في الفيسبوك ومقهى الشيحي وبعض المنتديات الثقافية غير اليسارية.

إمضائي
بكل شفافيةٍ وبكل تجرُّدٍ واعٍ وتواضعٍ صادقٍ، أعتبرُ نفسي ذاتًا حرةً مستقلّةً مفكِّرةً وبالأساس ناقدةً، أمارسُ قناعاتي الفكرية بصورةٍ مركّبةٍ، مرنةٍ، منفتحةٍ، متسامحةٍ، عابرةٍ لحواجزِ الحضاراتِ والدينِ والعرقِ والجنسِ والجنسيةِ والوطنيةِ والقوميةِ والحدودِ الجغرافيةِ والأحزابِ والأيديولوجياتِ، وعلى كل مقال سيء، نرد بمقال جيد، لا بالعنف اللفظي، والله يسترني من سِهامِهم السامّةِ.

Aimer, c`est agir. Victor Hugo

حمام الشط، الخميس 25 أكتوبر 2018.

إضافةٌ بمناسبة أول إعادة نشرٍ يوم الأحد 28 أكتوبر 2018: حضرتُ أول أمس ندوةً نظمتها حركة "برسبكتيف" التونسية اليسارية بتمويلٍ من جمعية ألمانية، جمعية المناضلة الماركسية روزا لوكسمبورغ، المناضلة التي أعشقها نكايةً في لينين. "برسبكتيف" تأسست بباريس سنة 1963 على أيدي طلبة مناضلين في الاتحاد العام للطلبة التونسيين (UGET)، ثم انتقلت إلى الجامعة التونسية سنة 1964. عزيز كرشان، أحد مؤسسيها ورئيس ديوان سابق في الرئاسة لدى المرزوقي (استقال في الأثناء)، قال في الندوة: "عاقبَنا بورڤيبة عقابًا قاسيًا على أحلامِنا وليس على أفعالِنا". أقول: وما يزال اليسار التونسي يُعاقَبُ بعد الثورة عقابًا قاسيًا على أحلامه وليس على أفعاله لكنه يُعاقَب اليوم من قِبل المجتمع وليس من قِبل السلطة رغم أدائه الفعليّ الجيد والمحمود إبان الثورة، أعني اليسار بمتحزّبيه (الحزب الشيوعي والبوكت والوطد) ومستقلّيه، بماركسيّيه وغير ماركسيّيه، بستالينيّيه وتروتسكيّيه، وخاصة بنقابيّيه اليساريين، وكمستقلٍّ لا أنكِر دورَ القوميين والإسلاميين والديمقراطيين من غير اليساريين وغير الإسلاميين في التمهيدِ للثورة والمشاركة في تأجِيجِها بِنِسَبٍ متفاوتةٍ ومختلفةٍ في المرحلتينِ.

في الجزائر وتونس، تخلّى اليسار عن تناقضه الرئيسي مع السلطة والرأسمالية، وكرّسَ نضالَه وحصره في نقد وثلب عموم البروليتاريا المتعاطفين مع الأحزاب الإسلامية: تجارةٌ خاسرةٌ وحرثٌ في الماء ! لوموند ديبلوماتيك، ترجمة، إعادة ترتيب وتأثيث مواطن العالَم

 

ملاحظة مطبعية: كل إضافة من عندي تجدونها بين قوسَين مستقيمين [...].

1.   اليساريون الجزائريون يساندون جلاّديهم ويناضلون وهم في وضع انبطاح: حزب الطليعة الاشتراكي (PAGS: Parti de l`Avant-Garde Socialiste) نموذجًا:

-       حدثَ انقلاب هواري بومدين، يوم 19 جوان 1965، فأحدِثت معه منظمة المقاومة الشعبية 

(ORP: Organisation de la Résistance Populaire

التي أصبحت سنة 1966 تُسَمَّى حزب الطليعة الاشتراكي (PAGS).

-       المفارقة الكبرى: خلال الخمس سنوات (1965-1970)، قُبِض على المناضلين اليساريين، عُذِّبوا، اضطُهِدوا، بينما كان النظام يوفر المساندة واللجوء السياسي لثوّار العالم أجمع وكانت الجزائر العاصمة تُنعتُ بأنها "مكة الثوّار".

-       رغم أن حزبَ الطليعة كان ممنوعًا ومقموعًا بداية من سنة 1969، فقد قدّم مساندة ناقدة لسلطة بومدين  وكرر نفس المساندة في الثمانينيات لنظام بن جديد الليبرالي رغم أن هذا الأخير قمع اليساريين مثلما فعل سلفه. كان حزب الطليعة يُثمِّن النموذج التنموي الذي سيحقق استقلال البلد بواسطة اختيارات تقدمية مثل الثورة الزراعية والتسيير الذاتي للشركات والصحة المجانية [مثل ما أرسَى أحمد بن صالح التعاضد في تونس 1964-1969].

هذه المساندة الغريبة أضعفت حزب الطليعة الذي انحسر نشاطُه فيما بعد، ثم اتجه اضطرارًا وليس إيمانًا للاستثمار في مجال "حقوق الإنسان البورجوازي" التي طالما نَقَدَها وبشدة ماركس نفسه [كذلك فعل في تونس، حزب العمال، وعلى حد علمي لم يفعلها التروتسكيون التونسيون. شيءٌ مضحِكٌ: ستاليني حقوقي ؟ "ما اتجِدّشْ على حَدْ وما تَركبشْ خْلاصْ"، صفتان متناقضتان لا يلتقيان حتى لو التقيا الخطان المتوازيان في الفيزياء ! ما زلتُ حتى اليوم مع هذا النقد الماركسي لـ"حقوق الإنسان البورجوازي"، نقدٌ صالحٌ حتى اليوم لكنني تخليتُ عن الماركسية في جل أطروحاتها الاستبدادية الأخرى !].

حزب العمال الجزائري (PT) لِلويزا حانون، هذه المناضلة النسائية التروتسكية، التي سُجنت في عهد بن جديد في الثمانينيات، اصطفت فيما بعد وراء بوتفليقة ولم تعارض حكمَه خلال فترات رئاساته الأربع. [كذلك فعل الشيوعيون في مصر، وهم في سجون عبد الناصر بعثوا له برسالة مساندة بعد عودته من باندونڤ ومشاركته "المظفّرة" في تأسيس منظمة دول عدم الانحياز].

-       دخل حزب الطليعة في السرية من سنة 1966 إلى 1989 وكان بمثابة رأس الحربة بالنسبة لنضالات اليسار الجزائري.

-       منذ الاستقلال سنة 1962 حتى تأسيس التعددية الحزبية سنة 1989، عاشت الجزائر تحت نظام الحزب الواحد (le FLN) الذي أجبر كل الأحزاب الأخرى على اللجوء للسرية. في هذه الحقبة كان اليسار يُدارُ من قِبل منظمات تروتسكية وخاصة من قِبل حزب الطليعة الاشتراكي (PAGS) وريث الحزب الشيوعي الجزائري (PCA) الذي تأسس بدوره سنة 1936 بعد أن انسلخ عن الحزب الشيوعي الفرنسي (PCF, 1920).

-       [أما في تونس فأقدمُ حزب يساري هو الحزب الشيوعي التونسي (PCT) الذي تأسس سنة 1934 بعد أن انسلخ عن الحزب الشيوعي الفرنسي أيضًا. كان اليسار التونسي عمومًا يُدارُ من قِبل منظمات ستالينية-ماوية وخاصة البوكت (حاليًّا حزب العمال حزب حمة  PCT) والأوطاد (الموحد والثوري) وُرثاء منظمة برسبكتيف-العامل التونسي وكان التروتسكيون في اليسار التونسي أقلية.  يبدو لي أن هذا الاختلاف المذهبي بين اليسار الجزائري (بروتروتسكي) واليسار التونسي (بروستاليني) قد يفسّر لنا البرود التاريخي في العلاقات بينهما].

-       حزب الطليعة الاشتراكي (PAGS) واليسار الجزائري عمومًا جوبِه ببروز الموجة الإسلامية المجسمة في حزب "جبهة الإنقاذ الإسلامية" (FIS) فانقرض سنة 1990. [كذلك حدث عندنا في تونس حيث جوبِهت أحزابُنا اليسارية ببروز حزب النهضة الإسلامي وكالحرباء غيرت أحزابُنا أسماءها ولوّنت خطاباتها، وللأسف لم تنقرض، ويا ليتها انقرضت في صيغتها الستالينية المتخلفة].

-       من أسباب انقراض حزب الطليعة الاشتراكي (PAGS): توظيفه من قِبل السلطة الحاكمة لضرب الإسلاميين. تسلل البوليس داخله. انهيار الاتحاد السوفياتي والمعسكر الشيوعي. تَخَلَّى اليسارُ عمومًا عن تناقضه الرئيسي مع السلطة والرأسمالية، وكرّس نضالَه وحصره في نقد وثلب عموم البروليتاريا المتعاطفين مع الأحزاب الإسلامية مما أفقده شعبيته، فتحول تناقضُه الرئيسي إلى تناقض ثانوي، وفي المقابل تحول تناقضه الثانوي مع الإسلاميين إلى تناقض رئيسي، واختلطت على اليسار سُبل الاهتداء إلى الرؤيا الماركسية المركزية الأساسية الواضحة، أي الصراع الطبقي ومعاداة البورجوازية الوطنية الكمبرادورية الاستغلالية ومعها حليفتها الإمبريالية العالمية المهيمنة. همّشَ نفسَه المسكينُ ولم يُهمّشْه أحدٌ ! "جَنَتْ على نفسها براقش ولم يجنِ عليها أحدْ" [نفس الأسباب عندنا في تونس أدّت إلى نفس النتائج بل ظهرت وبصفة أوضح في استقطاب وجوه يسارية معروفة وتدجينها من قِبل نظام بن علي وتوظيفها لضرب الإسلاميين].

2.   ما هي الانقسامات التي تشق المجتمع الجزائري ؟

-       الصراعُ لم يعد بين يسار ويمين بل تحول إلى خلاف بين نموذج الدولة الجمهورية ونموذج الدولة الدينية.

-       صراعٌ بين الأغنياء المستفيدين من العائدات النفطية وبين العمال والموظفين بجميع توجهاتهم السياسية، يسارية كانت أو إسلامية.

-       صراعٌ بين مناصري بوتفليقة المسمّون "الشيّاتين" الذين قد يكونوا من اليسار ومن اليمين، علمانيين أو إسلاميين، وبين معارضِي بوتفليقة الذين قد يكونوا أيضًا من اليسار ومن اليمين، علمانيين أو إسلاميين.

-        صراعٌ جديدٌ أفرزته "العشرية السوداء" (1991-2001)، صراعٌ بين وجهات النظر المتناقضة حول العلاقة بين الدين والسياسة.

3.   هل تأقلم اليسار الجزائري مع وسائل الاتصال الاجتماعي الحديثة ؟

-       أغلبية اليساريين، وأكثرهم من جيل الستينيات والسبعينيات والثمانينيات، معادون لوسائل الاتصال الاجتماعي الحديثة أو يستعملونها بصفة عتيقة وعقيمة، وذلك ناتج عن تشاؤمهم [والتشاؤم من شيم الجبناء].

-       غياب اليسار عن ساحات  النضالات الشعبية فسح المجال لـ"مُترَفيها ففسقوا فيها". تغطرست سلطة رأس المال لأنها لم تجد خصمًا قويًّا يصمد أمامها. [المفروض أن يكون هذا الخصم هو اليسار، ولكن للأسف غرقَ يسارنا التونسي ومثيلُه الجزائري في مسائل ثانوية (لم أقل غير مهمة) مثل حرية المعتقد وحقوق الأقليات والمساواة في الإرث والمدارس القرآنية، إلخ.].

4.   كيف عاش اليسار الجزائري "الربيع العربي" في 2011 ؟

الديمقراطيون التونسيون تظاهروا جنبًا إلى جنبٍ مع الإسلاميين ونظرائهم المصريين جنب "الإخوان المسلمون" واليسار المغربي مع "العدل والإحسان".

في الجزائر، حضور على بالحاج (FIS) في المسيرة أنهى الحراك فورًا (La mobilisation de la gauche).

خاتمة: أمام اليساريين في تونس والجزائر فسحة من الأملِ شاسعة جدًّا لو كانوا يعقلون و"طالما استمرّ الاستغلال والتفاوت الطبقي في المجتمع فالفكر اليساري لا يمكن أن يموت".

[رأيي الشخصي: الفكرُ اليساريُّ لا يمكن أن يموت لو آمن بالنقد الذاتي ولو تماهى جدليًّا (Interaction) مع هوية شعبه الأمازيغية-العربية-الإسلامية، وكما أكّد الفيلسوف اليساري المغربي: "لا أحدَ مُجبرٌ على التماهي مع مجتمعِه. لكن إذا ما قرّر أن يفعلَ، في أي ظرفٍ كان، فعليه إذن أن يتكلمَ بلسانِه (المجتمع)، أن ينطقَ بمنطقِه، أن يخضعَ لقانونِه."]

المصدر:

Le Monde diplomatique, février 2019, Extrait de l`article « Un courant politique affaibli par la “décennie noire”. Hébétude de la gauche algérienne », par Arezki Metref, envoyé spécial, pp. 22 & 23

حمام الشط، السبت 9 فيفري 2019.