samedi 8 mai 2021

لِمَنْ أكتب ؟ المؤلف مواطن العالَم والديداكتيك

 

 

يقولون: "رضاء الناس غاية لا تُدرك".

أقول: رضاء شخص واحد غاية لا تُدرك. ولم أسع ولن أسعى لإدراكها ولا يمكن الوصول إليها حتى وإن أردتُ ذلك ولا يهمني أصلا إدراكها لأنني لستُ داعية لفكرة أو إيديولوجية أو دين أو سياسة ولا أقصد فرض رأيي على أحدٍ بالأمثلة والبراهين بل أدعو كل الناس إلى تجريب وجهة نظر أخرى. "الفكر غير المتحول فكرٌ غير حرٍّ" وأنا أعتبر نفسي مفكرًا حرًّا، لا وصاية لي على أحدٍ ولا أحدٌ وصيٌّ عليَّ. لو أقنعته اليوم فلن أقنعه غدا ولو أقنعته في موضوع فلن أقنعه في كل المواضيع. ولو حصل أن أقنعَ شخصٌ مَا شخصًا آخر بكل أفكاره فالأرجح أن يكون الأول مستبدا أو ساحرًا أو محتالا والثاني مستلب الإرادة أو غبيا أو انتهازيا.

سبق وأن تعرضتُ لنقد شديد حول كتابي الأخير (Le système éducatif au banc des accusés) فعرفتُ أن النقد مؤلمٌ لكنني عرفتُ أيضا أنه مفيد جدا لذلك أحمد الناقد الذي لا يُحمد على إيلام بشري سواه، ولذلك أعذر ردة فعل الذين أنقدهم ولكنني لن أعذرهم في عدم الاستفادة من النقد إن كان صادقًا ونزيهًا، صوابًا كان أو خطأ.

يبدو لي أن الناقد يعيش مأساة مزدوجة، يؤلمه عدم الترحيب بنقده ويؤلمه أكثر عدم الاستفادة منه. الإبستمولوجيا هي معرفة المعرفة أو نقد المعرفة في الماضي والحاضر أو التشكيك في البراديڤمات السائدة أو نزعُ هالة التقديس المضافة خطأً على العلم. في أكثر الأحيان يقبل العالِم النقد ويستفيد منه أيّما استفادة وبه فقط يطوّر نظرياته العلمية ويحسّنها ويرتقي بها.

 

المصدر: كتابي، الإشكاليات العامة في النظام التربوي التونسي - سَفَرٌ في الديداكتيك وعِشْرَةٌ مع التدريس (1956-2016)، طبعة حرة، 2017 ، 488 صفحة (ص 436).

 

إلى المنشغلين والمنشغلات بمضامين التعليم: نسخة مجانية من كتابي "الإشكاليات العامة في النظام التربوي التونسي" على شرط التسلم في مقهى الشيحي بحمام الشط (23139868)، أو نسخة رقمية لمَن يرغب فيها ويطلبها على شرط أن يرسل لي عنوانه الألكتروني (mail).

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire