- نكوّنُ
محاميا من جيوب دافعي الضرائب الموظفين العموميين للدفاع عن المظلومين، يتخرّجُ
فينقلب لسانا سليطًا يدافع عن الظالمين الميسورين طمعًا في أموالهم.
- نكوّنُ
طبيبًا، يؤدي اليمين ويتعهد بعلاج كل الموجوعين، يتخرجُ فيهجر المستشفى الذي درّبه
ويترك المرضى الذين علموه مهنته ويفتح عيادة خاصة للمتهربين من دفع الضرائب من
الميسورين.
- نكوّنُ أستاذا لنقل العلم
لأبناء الفقراء والمحرومين، يترسمُ فيصبح مقاولا يبيع العلم في الڤاراجات
والدكاكين.
- ندرّسُ معارفَ (Les
connaissances scientifiques) خالية من القيم الإنسانية الكونية (Les
valeurs humaines universelles) ونحن نعرف مسبقا أن المعارف بلا قِيم كحافلة
ركاب تجري دون سائق.
- نغتالُ
الإبداعَ في عيون أطفالنا بدعوى الانضباط السلوكي والتجانس الذهني. نقدّم تعليما
موحّدا لتلامذة مختلفين في الذكاء (الذكاء الفني والذكاء العملي والذكاء النقدي،
إلخ.) ظنًّا منّا أننا نعدل بينهم وبعد التخرج نزجّ بهم في مجتمع غير متجانسٍ إلا
في عقول المربّين، مَثلنا كمثل مَن يطالب متسلقَا بأن يوظف في الجبل ما تعلمه في
دروس السباحة.
- لا نعطي أهمية كبرى لتعليم القيم الإنسانية الكونية والفلسفة
ولا ندرّس العَلمانية الأنڤلوسكسونية ومقارنة الأديان وفي نفس الوقت نتساءل من أي
مدرسة تخرّج هذا الكمّ الهائل نسبيا من المتطرفين الدواعش التونسيين ؟
- لا نُولِي عناية خاصة لتنمية الميول الفنية وصقلها ونتعجب من انتشار
الرداءة في الإنتاج والأذواق متجاهلين أن حاسة التذوق الفني ليست هِبةً من السماء
بل هي انبثاقٌ من تفاعل المكتسب مع الوراثي. الموهبة وحدها لا تصنع فنانا مبدعا
وكذلك لن يصنعه التدريب وحده مهما فعلتَ.
المصدر: كتابي، الإشكاليات العامة في النظام التربوي التونسي - سَفَرٌ في الديداكتيك
وعِشْرَةٌ مع التدريس (1956-2016)، طبعة حرة، 2017 ، 488 صفحة (ص 434-435).
إلى المنشغلين والمنشغلات
بمضامين التعليم: نسخة
مجانية من كتابي "الإشكاليات العامة في النظام التربوي التونسي" على شرط
التسلم في مقهى الشيحي بحمام الشط (23139868)، أو نسخة رقمية لمَن يرغب
فيها ويطلبها على شرط أن يرسل لي عنوانه الألكتروني (mail).
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire