lundi 3 mai 2021

وَهْمٌ: "القديمُ كان أفضلَ من الحاضرِ" (كتاب لميشيل سارّ)

 

حلقة 17 (JDD-Éducation)

 -         بعدما نوّهتُ بالقديم في الحلقتين 12 (مونتيسوري وجمنة) و13 (أنتربولوجيا جمنة)، أرجعُ وأقول مثلما قال ميشيل سارّ أن القديمَ لا يمكن في كل الأحوال أن يكون أفضلَ من الحاضرِ، معتمدًا في مراوحتي هذه على مفهوم التعقيد لإدﭬار موران ومفهوم المقاربة الشاملة لـجوآل دي روسناي اللتان تقولان ما يلي: لا وجود في العالم لظاهرة غير معقدة، فيجب إذن تناول كل ظاهرة حسب المقاربة الشاملة، فكل إشكالية في الدنيا هي كجبل الثلج، ما خفي منها كان أعظم، ولكشف المخفي وجب الغوص عميقًا والحفر جيدا حتى نلِمّ بجميع أبعادها وجوانبها، وهذا ما أسعى لفعله متسلحًا بأدوات الحفر الحديثة وهي الديداكتيك والإبستمولوجيا والفلسفة والأنتروبولوجية وغيرها من المعارف والعلوم.

-         أذكّر بالأوهام الأربعة التي ذكرتها في الحلقة عدد 4 وعنوانها "التعليم رسالة وليس وظيفة": القديم أفضل من الحاضر + الحاسوب يعوض المدرّس + لا للتنظير + المعارف تغير القيم.

-         في المجتمع: يكفي أن نقارن أمل الحياة، عدد البدو، عدد الفلاحين، أمل الحياة، آلة الغسيل، وسائل منع الحمل، أفواه المسنين.

-         في التعليم: يكفي أن نقارن مستوى المدرسين، طريقة التدريس والعقوبات البدنية، تكنولوجيات الاتصال، توفر المعلومة وسهولة الوصول إليها وبسرعة في المراجع والموسوعات والقواميس

-         هل جيلي كان يقرأ أكثر أم الجيل الجديد ؟

-         هل جيلي كان يرتكب أخطاء إملائية أكثر أم الجيل الجديد ؟ (تجربة فرنسا والإملاء عند دخول الجيش).

-         جل أبناء جيلي يقولون في جلساتهم: يا حسرة على جيل توة لا يقدرون على كتابة مطلب بالفرنسية ولا حتى بالعربية، والغريب أن في كثير من الأحيان يكون المتحدث نفسه ضحية من ضحايا التعليم البورﭬيبي الانتقائي أي مفصول عن الدراسة أو ساقط في الباكلوريا.

-         عدد قليل جدا من تلامذة جيلي كانوا يصلون إلى الجامعة واليوم أظن أكثر.

-         القديم، فترة تتغيّر حسب عمُرِ المتحدث، فلو كان المتحدِّثُ في عُمُرِي (68 عام) لحددها في ستينيّات وسبعينيّات القرن العشرين، ولو كان في الأربعين من عمره لحددها في ثمانينيّات وتسعينيّات القرن العشرين. الفترة الذهبية عادةً ما تكون مرتبطةً بعمر الشباب فالحكمُ عليها إذن ذاتي وليس موضوعيًّا، يراها المرء بعينٍ متحيّزةٍ لا بعينٍ مجرّدةٍ ولكل واحدٍ منّا عيناهْ ولكل ذكراهْ ولكل ليلاهْ.

 

خاتمة:

من يقول أن قديمه كان أفضل فهو يدين نفسه لأنه فشل في تغييره ومن يقول أن الجيل الحاضر قليل تربية فهو يدين نفسه أيضًا لأنه فشل في تربية هذا الجيل.


 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire