lundi 19 février 2024

نحن التونسيون

 

نحن الآخرون مكلفون بواجب لا تستقيم الحياة دونه، واجب رفض الدور الذي حَشَرَنَا فيه الغربُ الاستعماري القديم والجديد.
يجب علينا اليوم إعادة تعلم الوقوف ومصارعة القدر: "إذا الشّعْبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ فَلا بُدَّ أنْ يَسْتَجِيبَ القَـدَر" (أبو القاسم الشابي).
يجب علينا أن نعي بأن "كل الناس سواسية كأسنان المشط الواحد، لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى" (حديث)، سواسية في الحقوق والمسؤولية.
يجب علينا استرجاع ثقتنا بأنفسنا وبقدراتنا الفكرية والحِرفية وكسر أغلال التبعية المذِلّة: "وَلا بُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــي وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـر" (أبو القاسم الشابي).
يجب علينا أن ننتصر على عقلية الخنوع والتسليم والانبطاح والمسكنة وأن نأخذ بزمام أمورنا في عالم اليوم الذي لا يهتم بأمورنا إلا كمَنجم لليد العاملة الرخيصة البخيسة.
يجب علينا أن لا نرضى بما قسمه الغرب لنا وأن لا نرضى أيضًا إلا بمعاملة الند للند بين الأفراد والأمم.
يجب علينا أن نعي وبصدقٍ وعمقٍ أن المستقبلَ لا ينحازُ إلا للذين يُقدّرون قيمة أنفسهم ويعرفون جيدًا من أين أتوا وإلى أين هم ذاهبون، الذين يدركون أن شمس الغد الأفضل لا تشرق إلا على القادرين على النقد والنقد الذاتي وعلى التفكير والعمل، القادرين على الحب والعطاء والإيثار والجمال، القادرين على "إعادة أنسنة الإنسان" (إدﭬار موران) وعلى إضافة قيمة أصيلة للقيم الكونية النبيلة، المستعدّين للتضحية والنضال دون هوادة من أجل نشر قِيم الحرية العدالة الاجتماعية وعلى رأسها قِيمةُ الكرامة دُرّة القِيم.
يجب علينا أن نكفَّ عن الوعظ والإرشاد المجاني ولا نكتفي فقط بتدريس الأخلاق في القسم والجامع لأن الأخلاق الفاعلة لا تُدرَّس بل تُمارَس: قال عمر: "انصحوا الناسَ بصمت". قالوا: "كيف يا عمر ؟". قال: "بأخلاقكم (أي بسلوككم)".

Source : Manière de Voir, fév-mars 2022



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire