dimanche 18 février 2024

النزاع الأمريكي-الإيراني الدائم: مَن الرابح ومَن الخاسر ؟

 

- عند غزو العراق في 2003، أمريكا أدخلت الذئب الإيراني مباشرة إلى الحظيرة العراقية: سمحت للأعضاء المنفيين لأهم حزبَين عراقيين شيعيين تابعين لإيران بالرجوع للعراق، حزب الدعوة وحزب المجلس الأعلى الإسلامي، ومكّنتهم من مقاليد الحكم (الجعفري 2005-2006، المالكي 2006-2014، العبادي 2014-2018، ثلاثتهم من حزب الدعوة، تلاهم المهدي في أكتوبر 2018، عضو سابق بحزب المجلس الأعلى الإسلامي).
- دول الخليج تغطي بسخاء تكاليف القوات الأمريكية على أراضيها وأكيد في العراق أيضًا.
- تمطيط النزاع يخدم أمريكا وإيران، العدوَّين ذوي المصالح المشتركة: 1. في إيران، يقوّي الشق المتصلب في النظام المتمثل في حراس الثورة (Les pasdarans). 2. في أمريكا، يزيد في مبيعات السلاح إلى دول الخليج الخائفة من السلاح النووي الإيراني المحتمل (السعودية والإمارات احتلتا المرتبة الثانية والرابعة عالميا في استيراد الأسلحة خلال الفترة الممتدة بين 2013 و2017.).

أمريكا وإيران "أعداء ذوي مصالح مشتركة": سيرة ذاتية مقتضبة لضحيتَي القصف الأمريكي الأخير (3 جانفي 2020)، سليماني الإيراني والمهندس العراقي؟ لوموند ديبلوماتيك، ترجمة مواطن العالَم

1. سليماني:
شُهرةُ "القائد الإستراتيجي العظيم" التي غطت على حدث اغتياله، شهرةٌ لا أساس لها من الصحة. لم يُحرز أي انتصار في كل المعارك التي أدارها في المنطقة (العراق وسوريا واليمن). السيطرة الإيرانية على العراق حصلت بمباركة ومشاركة أمريكية. التدخل الإيراني في سوريا بداية من 2013، كان تحت إمرته، تدخلٌ متكوّنٌ من قوى شيعية لبنانية وعراقية وأفغانية، تدخلٌ لم ينجح في إنقاذ نظام بشار إلا مؤقتًا. عامان بعد هذا التدخل المباشر، وبشار يصرخ من جديد، وسليماني نفسه هو مَن طلب عودة موسكو للإنقاذ من جديد. وعند هجوم داعش على البصرة وفضيحة الجيش العراقي، فإن بغداد، وبموافقة إيرانية، هي التي طلبت عودة القوات الأمريكية للعراق كما طلب سليماني عودة القوات الروسية لسوريا.

2. المهندس:
عضو في حزب "الدعوة" العراقي الشيعي. لجأ إلى إيران بعد انتصار ثورة الخميني وحارب في صفوفها ضد جيش بلده الأصلي في حرب 1980. انتُدب في الحرس الثوري الإيراني فرع العمليات الخارجية، وهو الذي نظم الهجمات ضد سفارتَي فرنسا وأمريكا في الكويت سنة 1983 عقابًا للدولتين على مساندتهما لصدام. رجع للعراق سنة 2003 وعُيِّن مستشارًا أمنيًّا للوزير الأول الجعفري زميله في حزب "الدعوة"، ثم انتُخب نائبًا بالبرلمان سنة 2005، وفي الأثناء أسس وأدار "كتائب حزب الله" العراقي بمساندة إيرانية. في 2006، تذكره الأمريكان فهرب إلى إيران ولم يرجع منها رسميًّا إلا سنة 2011، تاريخ خروج القوات الأمريكية من العراق.

موقفي السياسي من المسألة: أدين الغزو الأمريكي-الإيراني للعراق والغزو الروسي-الإيراني لسوريا وأدين أيضًا الأنظمة الطائفية الحاكمة قهرًا في سوريا والعراق ومعهما معارضتَيهما السنيتَين المسلحتَين ولا أرى للبلدَين العربيين متعددي الأعراق والأديان حلا في الأفق سوى نظام علماني ديمقراطي لا فرق فيه بين مواطن ومواطن إلا بالصدقِ في القولِ والإخلاصِ في العملِ.

Source : Le Monde diplomatique, février 2020

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire