GAM à Kabbaria, Tunis: Génération AntiMarginalisation (Article paru dans Le Monde diplomatique)
الكبّارية، اسم حي شعبي في الأحواز الجنوبية لتونس العاصمة، يعيش فيه عُشر سكان العاصمة. سُمي الكبّارية نسبة إلى شجيرة الكبّار (Le câprier) التي كانت تحتل الفضاء قبل السكّان. حيٌّ تأسس سنة 1955، قبل الاستقلال ببضعة أشهر. ساهم متساكنوه في الثورة وشاركوا بكثافة في مظاهرة 14 جانفي 2011 أمام وزارة الداخلية. ثاروا من أجل تحقيق الكرامة والعدالة الاجتماعية.
مرّ هذا الحي المأهول بكل التقلبات التي تمرّ بها عادة الأحياء الشعبية، حزام الفقر للعاصمة:
- أُسِّس لإيواء الفقراء من البدو والمهمّشين في مساكن "ﭬُرْبِي" بعيدًا عن المركز.
- بعد الاستقلال، تحسّن قليلا من أجل استقبال الموظفين، لكن نظامَ بورﭬيبية-بن علي (1956-2011) لم يهتم بالطبقات المسحوقة، اكتفى بتغيير اسم الحي من حي الكبّارية إلى حي النور (سمّوه على اسم حي النور بالـﭬصرين لأن المقيمين فيه أصيلو مدينة الـﭬصرين). عالَمٌ على حاله وانفراده، مختوم بختم الخارج على القانون، حي لا يجرؤ البوليس على التوغّل فيه، حي يتوسّع كل يوم أكثر بفضل الرشوة والإكراميات والبقشيش ومحسوبية العلاقات مع رجال الإدارة ونسائها.
- تعليم بورﭬيبية-بن علي لم ينفع أولاد الكبّارية، منذ 1980 الدولة لم تعد تنتدب أصحاب الشهائد الوسطى والعليا، فانتدبتهم عصابات المخدرات تحت إمرة المنصف بن علي، أخ رئيس الدولة آنذاك.
- في 2008، وصله خطّان للمترو من أجل عيون موظفي الدولة.
- لا يوجد في الحي مركز ثقافي ولا مركز صحي مجهّز.
- 27% هي نسبة البطالة ولم يبق أمام الشباب إلا البراكاجات أو تجارة المخدّرات أو الحرقة أو تجارة الشنطة أو الجهاد في سبيل داعش.
عام 2013، حدث ما لم يكن في الحسبان، تأسست في الحي جمعية "جيلُ ضد التهميش". أحمد ساسي، عمره 34 عامًا، أستاذ فلسفة، هو أحد مؤسسيها: خاب أمله في العمل الحزبي، غادر حزب العمال الشيوعي (POCT) سنة 2012 (أحسستُ أن يساريتَه قريبة من يساريتي غير الماركسية، مجرّد إحساس، لا أعرف هذا المناضل الشاب، لكنني احترمته بعدما اطلعتُ على إنجازات جمعيته). منال شليبي، مكلفة بمشاريع الجمعية. هؤلاء "أولاد الحي" فازوا باحترام مجتمعهم بإنجازاتهم التالية:
- دروس خصوصية مجانية.
- عرض أفلام ومسرحيات، دروس في الرقص، حوارات أدبية.
- فضاء معشّب.
- تكوين في قانون الإيقاف بحضور محامٍ.
- دروس في الدفاع الذاتي للنساء.
- تحسيس الشباب بعواقب "الجهاد" وأبعاده الجغرافية والسياسية.
- فضاء الجمعية هو الفضاء العمومي الوحيد المختلط.
- "المطبخ التضامني"، أنشؤوه في فترة الحجر الصحي العام بفضل تبرّعات تجار الحي.
- أحمد ساسي قال: بفضل الثورة، ربحنا الفضاء الذي سيُرجِع للمجتمع قدرتَه على التنظّم الذاتي ويمنحه قوة الفعل والإنجاز من أجل تغيير واقعنا التعيس، قدرةٌ حُرِمنا منها طيلة زمن ديكتاتورية بورﭬيبية-بن علي (1956-2011).
Source : Le Monde diplomatique, janvier 2021
الكبّارية، اسم حي شعبي في الأحواز الجنوبية لتونس العاصمة، يعيش فيه عُشر سكان العاصمة. سُمي الكبّارية نسبة إلى شجيرة الكبّار (Le câprier) التي كانت تحتل الفضاء قبل السكّان. حيٌّ تأسس سنة 1955، قبل الاستقلال ببضعة أشهر. ساهم متساكنوه في الثورة وشاركوا بكثافة في مظاهرة 14 جانفي 2011 أمام وزارة الداخلية. ثاروا من أجل تحقيق الكرامة والعدالة الاجتماعية.
مرّ هذا الحي المأهول بكل التقلبات التي تمرّ بها عادة الأحياء الشعبية، حزام الفقر للعاصمة:
- أُسِّس لإيواء الفقراء من البدو والمهمّشين في مساكن "ﭬُرْبِي" بعيدًا عن المركز.
- بعد الاستقلال، تحسّن قليلا من أجل استقبال الموظفين، لكن نظامَ بورﭬيبية-بن علي (1956-2011) لم يهتم بالطبقات المسحوقة، اكتفى بتغيير اسم الحي من حي الكبّارية إلى حي النور (سمّوه على اسم حي النور بالـﭬصرين لأن المقيمين فيه أصيلو مدينة الـﭬصرين). عالَمٌ على حاله وانفراده، مختوم بختم الخارج على القانون، حي لا يجرؤ البوليس على التوغّل فيه، حي يتوسّع كل يوم أكثر بفضل الرشوة والإكراميات والبقشيش ومحسوبية العلاقات مع رجال الإدارة ونسائها.
- تعليم بورﭬيبية-بن علي لم ينفع أولاد الكبّارية، منذ 1980 الدولة لم تعد تنتدب أصحاب الشهائد الوسطى والعليا، فانتدبتهم عصابات المخدرات تحت إمرة المنصف بن علي، أخ رئيس الدولة آنذاك.
- في 2008، وصله خطّان للمترو من أجل عيون موظفي الدولة.
- لا يوجد في الحي مركز ثقافي ولا مركز صحي مجهّز.
- 27% هي نسبة البطالة ولم يبق أمام الشباب إلا البراكاجات أو تجارة المخدّرات أو الحرقة أو تجارة الشنطة أو الجهاد في سبيل داعش.
عام 2013، حدث ما لم يكن في الحسبان، تأسست في الحي جمعية "جيلُ ضد التهميش". أحمد ساسي، عمره 34 عامًا، أستاذ فلسفة، هو أحد مؤسسيها: خاب أمله في العمل الحزبي، غادر حزب العمال الشيوعي (POCT) سنة 2012 (أحسستُ أن يساريتَه قريبة من يساريتي غير الماركسية، مجرّد إحساس، لا أعرف هذا المناضل الشاب، لكنني احترمته بعدما اطلعتُ على إنجازات جمعيته). منال شليبي، مكلفة بمشاريع الجمعية. هؤلاء "أولاد الحي" فازوا باحترام مجتمعهم بإنجازاتهم التالية:
- دروس خصوصية مجانية.
- عرض أفلام ومسرحيات، دروس في الرقص، حوارات أدبية.
- فضاء معشّب.
- تكوين في قانون الإيقاف بحضور محامٍ.
- دروس في الدفاع الذاتي للنساء.
- تحسيس الشباب بعواقب "الجهاد" وأبعاده الجغرافية والسياسية.
- فضاء الجمعية هو الفضاء العمومي الوحيد المختلط.
- "المطبخ التضامني"، أنشؤوه في فترة الحجر الصحي العام بفضل تبرّعات تجار الحي.
- أحمد ساسي قال: بفضل الثورة، ربحنا الفضاء الذي سيُرجِع للمجتمع قدرتَه على التنظّم الذاتي ويمنحه قوة الفعل والإنجاز من أجل تغيير واقعنا التعيس، قدرةٌ حُرِمنا منها طيلة زمن ديكتاتورية بورﭬيبية-بن علي (1956-2011).
Source : Le Monde diplomatique, janvier 2021
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire