jeudi 8 février 2024

لماذا "يحرق" الأفارقة بما فيهم التوانسة ؟

 

1. بُحُورُنا أصبحت مستباحة للبواخر العملاقة الصينية واليابانية والغربية بحكم اتفاقيات الصيد البحري المهينة لكرامتنا ومجحفة في حقنا، فما تصطاده مثلا قرية ساحلية تونسية بأكملها في عام تصطاده باخرة واحدة من بواخرهم في يوم واحد.
2. اتفاقيات فلاحية مهينة لكرامتنا ومجحفة في حقنا أيضًا جعلت منا دولا متسولة لغذائها المتكون أساسا من الحبوب. هدية مسمومة: في تونس مثلا شجعتنا أوروبا وبصفة مباشرة على إنتاج الأغذية غير الأساسية وتصديرها للخارج (أصبحنا "سلة غلال للأوروبيين" نصدر لهم الدﭬلة والبرتقال وزيت الزيتون غير المعلّب بأثمان بخسة)، وفي نفس الوقت وبصفة غير مباشرة شجعتنا على إهمال إنتاج الأغذية الأساسية (القمح والشعير والسكر) حتى نبقى دولا تابعة لهم غذائيًّا.
3. ظاهرة الاحتباس الحراري التي تسببوا هم في تغذيتها بثاني أوكسيد الكربون الصادر من مصانعهم العملاقة الملوِّثة، أصبحنا نحن أول من يكتوي بنارها: "الغربيون يأكلون والأفارقة يضرسون".
4. ظاهرة انعدام الديمقراطية والحرية والكرامة في جل البلدان الإفريقية، التي يتحمل وزرها الحكام الأفارقة رفقة حُماتهم المتواطئين معهم من الحكام الغربيين، جعلت من طبقة النخب الإفريقية طبقة مرشحة لـ"الحرقة" كغيرها من الطبقات الفقيرة. "حرقة" منظمة وقانونية ومرغوب فيها كثيرًا من الغرب لكنها من وجهة نظري هي عبارة عن ضخ دم جديد في جسم عجوز هو الجسم الأوروبي (شباب من الأطباء والمهندسين والتقنيين) انطلاقًا من جسم فتي لكنه مخدَّر ومكره من قِبل حكامه هو الجسم الإفريقي.

خاتمة:
أوروبا تنصح في "الحرّاقة" وتقول لهم: "طموحك لحياة أفضل لا يجب أن يدفعك للتضحية بنفسك. الحياة عزيزة والبحر غدّار".
سمعها أحد "الحرّاقة" فردّ عليها وقال: " التعامل اللا-أخلاقي لأوروبا مع إفريقيا أكثر غدرًا وأخطر فتكًا بالأفارقة من البحر".

Source : Le Monde diplomatique, octobre 2023

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire