mardi 20 février 2024

فكرة حول حُلم المغرب العربي الموحّد (1989)

 

هل حُكِمَ عليه بالمؤبّد بأن يظلّ الحُلمُ حُلمًا. حُلمٌ دون حُلمٍ. حُلمٌ قديمٌ عجوزٌ لا فائدة تُرجَى منه. حُلمٌ احتفظتْ به الأزمنة على حاله كأحفورٍ أو كمخطوطٍ صغيرٍ طريفٍ مثقوبٍ مثيرٍ للضحك. حُلمٌ انبثق من الغُبار ليعود فورًا إلى الغُبار دون أن يتحقق ودون أن يتركَ أثرًا. حُلمٌ اختُزِلَ في كلمة أقل درجة من المفهوم، تعويذةٌ يتيمةٌ، صوتٌ مهدودٌ خارجٌ من قصبة هوائية ملتهبة، روحٌ كلها مُتكدَّرة كبِركة ماء صغيرة مزعِجة. حُلمٌ كقولٍ عاجزٍ لا يوحي إلا بالسخرية والشفقة. (...) لا شيء يدوم، لا الانتصارات ولا الانكسارات، لا يدوم إلا ثمن الأخطاء ومرارة الخيانة. الحلقُ يجف عندما تمر قربنا، عندما تمر عبرنا الظلالُ والروائحُ وأصوات الرجال والنساء والأطفال الحزانَى المضطهَدين. (...) زرعٌ بعد زرعٍ، حصادٌ بعد حصادٍ، حربٌ بعد حربٍ، جيلٌ بعد جيلٍ، عندما نلامس جلد المارّين تموت الرغبة فينا وتتراجع الإرادة، وعندما نحاول إيجادَ جوابٍ لحزنهم، نصمت صامتين.
وفي الأخير صمدْنا ضد الإبادة العرقية، صمدْنا ولم ننقرض كما انقرض إخوتُنا وأخواتُنا من الأمريكيتَين. قدّمنا تضحيات لا تُقدَّرُ بثمن لكننا في الأخير انتصرنا على محتلينا الفرنسيين. مِتْنا ألف مرة والحمد لله ما زلنا أحياءً لكننا أحياءٌ مكبّلون، مكبّلون بسلاسل من المعاناة والألم، مكبّلون بعدم إيماننا بقدراتنا الذاتية. مررنا بأوجاع رهيبة، وجعُ الجهل، وجعُ المرض، وجعُ التخلف، وجعُ البُخل، وجعُ العِناد وأخيرً وليس آخرًا وجعُ الوهم الذي أبعدنا، دون رحمةٍ عمّا يجب فعله ولم نفعله، عن واجبنا ومسؤلياتنا...

Source : Manière de voir fév-mars 2022

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire