dimanche 10 avril 2022

صرخةُ فيلسوفٍ غربيٍّ ضد الغربِ وحروبِه الظالِمةِ والمدمِّرةِ للعالَمِ الثالثِ عمومًا وللعالمِ الإسلاميِّ خصوصًا. ميشيل سارّ

 

هل نسيرُ نحو نهاية عصرِ الجندي الكلاسيكي ؟

مِن هنا فصاعدًا أصبح العسكريون الغربيون يُنهكون في منعِ دولِ العالمِ الثالثِ من إنجازِ حروبِها الإقليميةِ عوض أن يقوموا بواجبهم الكلاسيكي الذي أنشِئوا من أجله، ألا وهو الدفاع عن الداخل ضد أي عدوانٍ خارجيٍّ.

لقد قُلِبَ أخيرًا منطقُ الحربِ الكلاسيكيةِ على رأسه ومعه دُنّست أغراضُها، فلم يعُد تحريرُ الوطن من الاحتلال هدفَها النبيلَ، بل أصبح لها هدفٌ جديدٌ وحقيرٌ، ألا وهو غزوُ البلدانِ الضعيفةِ والغنيةِ واحتلالُها ونهبُ ثرواتها، وأصبح تحقيقُ انتصارٍ ساحقٍ من قِبلِ جيشٍ غالِبٍ مبتهِجٍ لا يكلِّفه سوى عشرين قتيلاً، بينما يفقدُ الجيشُ المهزومُ مائتَيْ ألفِ ضحيةٍ تحت القنابلِ الذكيةِ في فلسطين ولبنان والصومال وأفغانستان والعراق وليبيا وسوريا واليمن (الجزائر حالة خاصة: أفسدَ فيها أهلُها العسكريون والإسلاميون وفعلوا في بلدهم ما يفعلُ الجاهل بنفسه أو أتعس).

الحربُ، هي حالةٌ عبثيّةٌ غير مسبوقةٍ يعيشها اليوم العالمُ الغربيُّ "المتقدِّمُ المتحضّرُ" كمجزرةٍ تنتهي دومًا بِتلويثِ أيادِيه بِدِماء ملايين الضحايا الأبرياء من العالَمِ الثالثِ عمومًا ومن العالمِ الإسلاميِّ خصوصًا، حتى ولو كانت هذه الحروب تُخاضُ علنًا باسم الديمقراطية وحقوقِ الإنسان !

هل سيأتي يومٌ ينبثق 

(L`émergence

فيه، من هذه الحالة المتأزمة، الإنسان المنتظر، إنسانٌ حسّاسٌ رقيقٌ قد يصلُ إلى درجةِ أنه يتقيأ لمجرد ذكر أي صراعٍ مسلّحٍ، إنسانٌ يكرِّسُ حياتَه للنضالِ من أجلِ إلغاءِ عقوبةِ الإعدامِ.

هل سيأتي يومٌ تمّحِي فيه الحدودُ بين البلدانِ ويأتي صباحٌ يتواصلُ فيه المواطنُ الذي يُسمِّي الطائرَ الصغيرَ عصفورًا مع المواطنِ الذي يسميه "بيرد"، "فوجال"، "أوسَلّو" أو "بسّاجو" ؟ هل سيكرههم بشدة لِمجرّدِ أنهم لا يتكلمون نفس اللغة ولا يُصلّون نفس الصلاة ؟

انعكس الجدل (La dialectique) على صاحبِه وانقلب السحرُ على الساحرِ وأصبحنا نعيشُ عهدَ الضحايا وليس عهدَ المنتصرين. مَن ما زال ينكرُ علينا بعدُ، نحن الغربُ، على الأقل في هذه المسألة بالذات، أننا حققنا نجاحًا باهرًا وأنجزنا تقدّمًا عظيمًا ؟

(...) عندما يتضاعفُ أمل الحياة (L`espérance de vie) ويتقلصُ الألم (La douleur)، فهل سيأتي يومٌ يرجعُ فيه الإنسانُ عن غِيِّهِ ويكتشفُ أن الحربَ "مرضٌ جماعيٌّ" حان وقتُ القضاءِ عليه نهائيًّا في العالمِ أجمعِ، القضاءُ المُبرَمُ (L`éradication)، كما قضينا بالتلقيحِ على داءِ الجُدَرِيّ (La variole) ؟

"الحرب مؤسسة قانونية، الإرهاب مؤسسة غير قانونية لا تعرف فيها مَن هو عدوّك، ولا مكانه، ولا توقيت إعلانه الحرب عليك".

"حرب الإنسان ضد البيئة أخطر من حرب الإنسان ضد الإنسان وستكون بمثابة الطوفان دون سفينة نوح لو لم نوقف الحروب بيننا ونصلح عالَمَنا".


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire