mercredi 13 avril 2022

الإصلاح التربوي: بأي واقع بيروقراطي ثقيل ستطبِّق وزارةُ التربية "الحوكمة الرشيدة" ؟

 


تعريف المفهوم:

مفهوم "الحوكمة الرشيدة" (La bonne gouvernance) هو مفهوم أنڤلوساكسوني حديث من أصل إغريقي ولا يمت لحكم الخلفاء الراشدين -رضي الله عنهم- بِأي صِلَة.

Selon la Banque Mondiale, la bonne gouvernance est la manière par laquelle le pouvoir est exercé dans la gestion des ressources économiques et sociales d'un pays au service du développement.

الواقع البيروقراطي الثقيل:

 -  تَضُمُّ الإدارات المركزية لوزارة التربية الموجودة بالعاصمة قرابة 1600 موظف عمومي مرسّم، منهم حوالَي 50 متفقدا بيداغوجيًّا عامًّا لا شغل لهم سوى قبض مرتباتهم العالية نهاية كل شهر مع الإشارة إلى أن وزارة التربية السويدية فيها وزير وكاتبة واحدة فقط على مساحة 300 متر مربّع فقط.

- تَضُمُّ المندوبيات الجهوية لوزارة التربية الموجودة بالولايات الـ24 قرابة 2400 موظف عمومي مرسم بمعدل 100 لكل مندوبية. 

 -  تُشغِّلُ الوزارة في كل الجمهورية ما يقارب 800 متفقدا بيداغوجيًّا في التعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي. لن تتعطل الدروس دقيقة واحدة ولن يتضرر تلميذٌ واحدٌ لو غابوا كلهم في يوم واحد مع العلم أن أنجح نظام تعليم في العالم، النظام الفنلندي خالٍ تماما من المتفقدين البيداغوجيين ولذلك -حسب رأيي- فاز وتفوّقَ.

   -  تُشغِّلُ الوزارة في كل الجمهورية ما يقارب 200 مرشدًا للتوجيه (يعادل رتبة ومرتب متفقد)، جل عملهم يقوم به مئات الأساتذة المكلفون بالتوجيه.

الحصيلة: 800 متفقدا بيداغوجيًّا + 200 مرشدًا للتوجيه = 1000 مرتب عالٍ مقابل شغل موسمي.

لو طبقنا في تونس نموذج تفقد "المراقبة عن بعد و الدعم و العلاج عن قرب" الذي يُطبَّق في الشيلي وبعض مقاطعات سويسرا لفعلنا ما يأتي: تختار وزارتُنا 1000 مدرسة تونسية تعاني من صعوبات بيداغوجية. تعيّن الوزارة في كل مدرسة ضعيفة متفقدا بيداغوجيًّا واحدا أو مرشدًا للتوجيه، يسكن فيها ويرافق المدرّسين طيلة السنة ويشرّكهم في تحمّل المسؤولية التربوية ويحثهم على الاجتهاد لإيجاد حلول لمشاكلهم بأنفسهم. وفي نهاية السنة الدراسية تجمعهم الوزارة وتجنّدهم للإشراف على اجتياز الامتحانات الوطنية وإدارة التوجيه الجامعي للناجحين في امتحان الباكلوريا، وهكذا تكون "الحوكمة الرشيدة" أو لا تكون.

 

مصدر الأرقام التقريبية: متفقد إداري ومالي عام بوزارة التربية لا يرغب في ذكر اسمه.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire