samedi 10 août 2024

أفكارٌ تعارضُ السائدَ وقد تحرّكُ الراكدَ



20. يقولون: "الإرهاب سببه الفقر والجهل".
أقول: يبدو لي أن للإرهاب سببان: سببه الأول هو انتشار التعليم العالي العلمي المتجاهل للقيم الإنسانية الكونية (Les connaissances scientifiques ne changent pas les valeurs morales) وسببه الثاني تفشي التعليم العالي الديني التكفيري السني والشيعي المتجاهل لتدريس علم اجتماع الأديان والدين المقارن (اختصاص المفكر الإيراني علي شريعتي).
أبدأ بالسبب الوهمي الأول وأحاول تفنيده دون إطالة رغم أن المسألة معقدة وتتطلب الإطالة:
- بدأ إرهاب الدولة الغربي الحديث مع بداية الاستعمار الغربي في أواخر القرن التاسع عشر. دول غربية غنية جدا ومتطورة جدا تحتل دولا فقيرة وترهب شعوبها، ومن أخطر هذه الدول الديمقراطية في الداخل، الإرهابية في الخارج: أمريكا، دولة لقيطة تأسست على جثث عشرة ملايين هندي من سكان أمريكا الشمالية الأصليين، ومنذ نشأتها -من حوالي 500 سنة- شنت 200 حرب استباقية هجومية على دول ضعيفة. أما دولة بريطانيا فقد احتلت الهند وفعلت فيها ما فعلت. فرنسا استوطنت الجزائر ظلما وقتلت مليون مواطن جزائري أعزل. أغنى أغنياء العالم اليهود الصهاينة الغربيون أسسوا وموّلوا إرهاب الجماعات ثم حولوه إلى أعتى إرهاب دولة في التاريخ الحديث. ولا زالت كل الدول الغربية حتى اليوم تبيع الأسلحة المتطورة لجميع المنظمات الإرهابية الإسلامية التكفيرية الجهادية، "تبيع القرد وتضحك على شاريه"، تزود "داعش" بالسلاح باليَمين وتدعي محاربتها بالشِمال.
- بدأ إرهاب الدولة الإسلامي التكفيري الحديث السني والشيعي مع بداية ازدهار البتردولار الخليجي والإيراني في سبعينات القرن العشرين. إيران ودول عربية خليجية غنية جدا ومتخلفة جدا (غنية بثرواتها النفطية التي خلقها الترسّب الجيولوجي عبر ملايين السنين ولم تخلقها عقول الإسلاميين التكفيريين ولا سواعدهم) بدأت تنشر في جميع أنحاء العالم الفكر الإسلامي التكفيري السني والشيعي (مولّد الإرهاب) وتؤسس منظمات إسلامية تكفيرية إرهابية (مثل القاعدة التي أسسها أغنى أغنياء السعودية وهي تابعة ومموَّلة من عدة دول إسلامية عربية وأعجمية) وتسلِح مجاهديها بسلاح أمريكي بدعوى محاربة الشيوعية.
أنهِي باقتضاب عرض السبب الوهمي الثاني:
يبدو لي أنه كلما زاد مستوى التعليم زادت القابلية والقدرة على الاطلاع على الفكر السلفي الغزير المتطرف (أكثر القادة الميدانيين للمنظمات أو الأحزاب الإرهابية هم من خِرّيجي العلوم الصحيحة والتجريبية) أما الجاهل فمِن المفارقات الكبرى أن جهله قد يحميه من التفقه في الفكر الديني التكفيري لأنه عموما لا يقرأ وإن قرأ لا يفهم لذلك يبقى طيلة حياته التكفيرية يخدم شيوخه المتعلمين ولا يخطط ولا ينفذ العمليات الإرهابية النوعية: مَن نفذ 11 سبتمبر ؟ الراسخون في العلوم الصحيحة. مَن نفذ في تونس عمليات رواد ووادي الليل وباردو وبن عون وأخيرا سوسة ؟ طلبة ومعلمون وأساتذة. مَن أفتَى ؟ الراسخون في العلوم الدينية التكفيرية. ولنا أسوة في المهندس بن لادن والطبيب الظواهري اللذان حازا وبامتياز على الصنفين من العلوم والحمد لله الذي لا يُحمد على مكروه سواه.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire