lundi 12 août 2024

أفكارٌ تعارضُ السائدَ وقد تحرّكُ الراكدَ



28. يقولون: "لا يكون الإنسان وطنيّا إلا إذا انحاز لقضايا بلده العادلة".
أقول: لماذا لا ينحاز في نفس الوقت لكل القضايا العادلة في العالم بما فيهم قضية وطنه ويصبح عندئذ مواطن العالم. فهل هذه العالمية تكمّله وتجمّله أم تصغّره وتعيبه ؟ يعيب مواطن العالم على المواطن الوطني ضِيقَ أفقه وانغلاقه على بني وطنه وعنصريته ضد الأجانب وإقصائه للآخر ؟ فماذا يعيب يا تُرى الوطني على العالمي ؟ تنغرس جذور مواطن العالم في وطنه كما تنغرس جذور النخلة في الأرض وتنتشر فروعه في كل أوطان العالم كما تنتشر أوراق النخلة مرتفعة سامية ومحلقة حرة في الجو العالي النظيف. مواطن العالم يحب ويعشق أبناء وطنه كما يحب ويعشق أبناء الأوطان الأخرى دون تمييز.
29. يقولون: " لا يأتي التغيير إلا من السلطة السياسية الحاكمة".
أقول: من أهداف الحزب الحاكم تأبيد سلطته أما أنا فمع تداول السلطة في الدولة وفي كل المنظمات من اتحاد العمال إلى منظمة حقوق الإنسان. من أهداف الأحزاب المعارضة تغيير السلطة التنفيذية والتشريعية أما أنا فأدافع علنا في المقاهي والفيسبوك والمؤتمرات العلمية والنقابية وفي نادي جدل بالاتحاد الجهوي للشغل ببنعروس عن رؤيا فلسفية مغايرة: أنا أرى أن الدولة ليست الخصم المباشر للشعب. أرى هذا الرأي -لا تقية أو تحسّبا لبطش الحاكم- وإنما لأنني أؤمن أن السلطة لا تنحصر في قمة الهرم بل هي مقسّمة ومجزأة ومبثوثة في المجتمع كله كما يؤكد الفيلسوف الفرنسي "فوكو".
30. يقولون: "الرئاسة دورتان لا ثالثة لهما".
أقول: جميل لكن هل طبقتم هذا المبدأ على أنفسكم في المعارضة وفي اتحاد العمال وفي البلديات وفي المنظمات الحكومية وغير الحكومية ؟

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire