أفكارٌ تعارضُ السائدَ وقد تحرّكُ الراكدَ
4. يقولون: " الإنسان يحب بقلبه ويفكّر بعقله".
أقول: الحب والتفكير، الاثنان ينبثقان من المخ ولا دخل مباشر للقلب في المشاعر والأحاسيس إلا كعضو مثل باقي الأعضاء يتفاعل إيجابيا مع المخ، يمدّه بمعلومات ويأخذ منه معلومات. المخ ليس قائدَ فرقة متسلط على أفراد جوقته المتكونة من باقي الأعضاء، المخ قائد ديمقراطي يستشير باقي الأعضاء في الصغيرة والكبيرة ولا يعطي أوامر إلا في كنف التناغم والتنسيق مع باقي أعضاء الجسم، يتساوى في هذا صغيرهم مع كبيرهم. ومن قال: "أحب بقلبي"، مثله تقريبًا كمَثل مَن قال: "أحب بعضلة ذراعي". والدليل المادي التجريبي على وجاهة هذا الطرح الأخير هو الآتي: لو قام طبيبٌ بعملية زرع قلب، من شخص ميت حديثا (المانح بموافقته المسبقة أو بموافقة عائلته بعد موته) إلى شخص مستفيد، فمشاعرُ المانحِ وعواطفه وأحاسيسه لا تنتقل مع قلبه إلى المستفيدِ الذي يحافظ على نفس مشاعره التي كان يملكها قبل تعويض قلبه المريض بقلبٍ سليمٍ. لننتظر قليلا عملية زرع المخ المستقبلية حتى نتكلم وبتحفظ عن انتقال المشاعر والتفكير من المانح الميت إلى المستفيد الحي.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire